[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

صوفي تعز وحجري إب.. هناك فرق

الصوفي المحافظ لم يحافظ على شخصيته ووطنيته، بقدر ما أثبت ساديته، تنكر لأهله وناسه؛ فحاز بامتياز على سخط أبناء محافظته بدلاً عن حبهم، ونال بغضهم بدلاً من شكرهم، سخر منه أطفالها، واستعارت منه نساؤها فكان عاراً لتعز، لا شرفاً ورمزاً وحامياً لها، تركها عرضة لكلاب مسعورة؛ نهشت جسدها واستباحت عفتها وهتكت عرضها، جلب لها الدمار والقتل والتخريب، أباح طهرها ودمها لمجرمين قتلة، عكروا هدوءها بأصوات القذائف المرعبة، وأحرقوا قلوب أهلها بقتل نسائها الثائرة.. جعلها فريسة لأشباح بلا عقول: يأجوج العوبلي، ومأجوج ضبعان، والسفاح قيران، عبثوا بأعز مدننا تعز الحالمة، محافظة الفكر وحاضرة الثقافة، بينما هو يتراقص فرحاً بما قدمه لأبناء محافظته من رعب ودمار، ويصر على أن يظل محافظاً عليها..

فما الذي حافظ عليه حتى يظل محافظا لها؟!. ألا تشعر بالندامة يا صوفي من أفعالك؟ لماذا لا تستقيل خجلاً وإقراراً بعقوقك وعصيانك؟ لقد كنت ولداً عاقاً عن جدارة، ماذا كسبت بعقوقك سوى رضا شخص مجرم، ونقمة الملايين عليك؟ فماذا أعطاك “صالح” سوى أنه أزال عنك الرحمة وألبسك الوحشية؟ فماذا سيغني عنك رضاه، وهو المسخوط عليه أمام سخط أهلك عليك؟ لقد خانتك شطارتك وكانت في غير محلها، وكنت ملكياً أكثر من الملك.

ألم يكن حرياً بك يا صوفي أن تكون كما كان الحجري لمحافظته إب؟
ماذا خسر عندما حمى محافظته من الفوضى وصان دماء أبنائها، المدني والعسكري، والثائر والبلطجي على السواء؟ رغم ما فيها من ثورة عارمة، وما فيها من معسكرات!!

ألا تشعر بالندم من فِعلك؟ ماذا كسبت وماذا أبقيت؟ حاولت الظهور بأنك الأقرب لصالح من الحجري على حساب أهاليك وإخوانك وأرحامك! فكنت الأبعد من الجميع.. لو كان القاضي أحمد الحجري - محافظ إب، قريب صالح - محدود الأفق، عاشقاً لرائحة البارود، صاخباً يهوى صوت القذائف، يجري بعد المصلحة والمنصب كما أنت، لأحرق إب بكاملها، ولأسال الدماء في شوارعها؛ لأن مصلحته مع “صالح” وأبناء أخته - زوجة صالح - ولنال منهم دعماً ومالاً كثيراً!!

لكنه رفض أن يشارك في الجريمة، وأن يلحق بنفسه عار المشاركة والرضا بقتل النساء والأطفال والثوار السلميين، والذي سيلاحقك طوال الدهر، وعلى مدى التاريخ، لكنه أثبت أنه إنسان حكيم ذو عقل راجح ورأي سديد، فقال: سأظل حامياً لمحافظتي إب ولأهلها، فإن انتصرت الثورة سأسلمها لمن يحميها، وإن لم تنتصر فسأبقى حامياً في ظل نظام قائم، فنال رضا الطرفين وبينهما دعوات وحبّ كل سكانها..بينما أنت على العكس تماماً خسرت الجميع، بما فيهم الملك الذي لا يزول ملكه، ولازلت تحمل إصراراً على أن تكمل جرمك بتسليمها للمسلحين وقطاع الطرق وأصحاب السوابق، تبشرها بالقاعدة، وقد عرفت بالوسطية والاعتدال، والثقافة، والفكر المستنير، وستظل كذلك.

أما أنت فمصيرك القول: “إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا”؛ لأنه لا يوجد شيء تراهن عليه، أو تواصل من أجله، فبادر وأسمعنا استقالتك قبل أن تسمع خبر إقالتك، وتذوق مرارة عزلك!!

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى