[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

مفتاح والإقصاء السياسي بالجامعة

في الأسابيع الأخيرة سمع الكثيرون عن إقصاء أستاذ اللغة العربية في كلية الاعلام مفتاح الزوبه بجامعة صنعاء، لأسباب سياسية كما يبدو حتى الآن.. والحقيقة أن هذا أمر يحتاج إلى الوقوف معه بمسؤولية لأنه سابقة خطيرة في اليمن الجديد الذي نريده أن يكون للجميع..

هذه القضية لا تهمني أنا فقط، بقدر ما هي قضية أساسية يجب أن ينتبه إليها الجميع.. لكن ما يهمني هنا هو أن أقول كلمة حق في الأستاذ مفتاح الزوبه، كثائر، وطالب في الكلية، يمليها عليا ضميري سواء عاد الاستاذ مفتاح أو لم يعد إلى الكلية، وبغض النظر عن انتمائه السياسي ووجهة نظره التي أختلف معها أو أتفق..

لقد جسد مفتاح وأسس في صفوف الطلاب معنى الديمقراطية وكيف نطبق بيننا معنى حرية الرأي، معني الرأي والرأي الاخر.. حينما لم ينافق برأيه كما لم يخلط بين السياسة والتدريس.

لقد كان صدره رحباً وواسعاً لكل المنتقدين ولا أنسى يوم ان حصلت الزوبعة الاولى المطالبة برحيله، لا لشيء، إنما لأنه كان يطل من قناة سبأ، وكان له رأي يناهض الثورة الشعبية المطالبة بإسقاط حكم الاسرة في اليمن ، متناسين أن ثورتنا تطالب بحرية الرأي وهو هدف من أهدفها..

وحصل ما حصل وعاد إلى الكلية، لا يحمل حقداً ولا انتقاماً من الطلاب الذين طالبوا برحيله، ومع معرفته لبعض الطلاب الذين صنعوا تلك الزوبعة باسم شباب الثورة وعامل الطلاب سواء من كان ثائراً أو معارضاً أو من الفئة الصامتة.. عامل الكل سواء.. وقال "دعونا لا نتكلم في السياسة داخل قاعة المحاضرات وخارج القاعة تكلم وعبر عن ما تريد بالطريقة التي تريد"... وذكرني بمقولة الراحل جارا لله عمر رحمه الله عليه: "دعونا نترك الماضي وراء ظهورنا وننظر الئ المستقبل".

لم يخلط يوماً بين الدرس والسياسة، كما لم يميز يوماً بين مؤيد أو معارض، مع أو ضد.. كما يفعل بعض الحزبيين الذين جعلوا الحزب غايتهم ولوا باعوا دينهم وعرضهم وأموالهم من اجل الطاعة العمياء للحزب التي لم ينزل الله بها من سلطان.. وللأستاذ مفتاح السبق بأن يكون المطبق العملي للديمقراطية في الكلية لا كما يفعل المتشدقون بها.. وجميع الطلاب والمدرسين في الجامعة مطلوب منهم موقف ينصف الأستاذ مفتاح ويضع حداً لمثل هذه الأمور..

*طالب في كلية الإعلام

زر الذهاب إلى الأعلى