[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

شهران على انتخابه.. عبدربه وأعباء الرئيس الكامل

في مثل هذا اليوم من شهر فبراير الماضي وضع قرابة 7 ملايين ناخب يمني ثقتهم في المواطن عبدربه منصور هادي ليكون ثاني رئيس للجمهورية اليمنية وأول رئيس في اليمن يصعد إلى كرسي الحكم عبر انتخاب شعبي مباشر ودونما رافعة قبلية أو عسكرية أو مالية..

في مثل هذا اليوم، قبل شهرين، أكد اليمنيون أن عبدربه منصور هادي هو الرجل الذي سيقود اليمن إلى شاطئ الآمان، بين أمواج عاتية وعواصف شديدة الهبوب، وقد رسم لنفسه عبر خطه السياسي والوطني المتوازن صورة الرجل الذي يلتئم حوله إجماع الفرقاء ويتوافق حوله المختلفون، ويؤيد الخارج العربي والدولي الخيار اليمني المتمثل فيه.. وها هي ذي شهران يمران ليثبتا أن الرجل حتى الآن عند مستوى الثقة، وأن الـ60 يوماً التي مرت شهد اليمن فيها تغيراً كبيراً لم يحدث في سنوات..

ورغم ذلك إلا أن المخاطر لا تزال تتهدد المسيرة، بسبب الحسابات الخاطئة التي تقف وراء تصرفات لامسؤولة من قبل طرف يفتح أذنيه على مصراعيها لوسوسات أناس يريدون له الخروج النهائي من التاريخ.. ويتناسى هذا الطرف أن لديه أيضاً، طيلة 33 عاماً، ما ينبغي ألا يتبخر بسبب تصديقه من يظنهم مناصرين له وهم أساساً بلا تاريخ ولا حاضر ولا مستقبل ولا رأي ولا مشورة..

ولعل في بعض هفوات خطاب التغيير ما يوفر بعض المبررات الواهية لهذا الطرف بأن يمضي قُدماً في مسلسل الإفشال بطريقة تبدو مفضوحة للأطفال والعجائز، فضلاً عن أولي الألباب.

بعد مرور 60 يوماً على انتخاب منصور هادي رئيساً فإن اليمن لا تزال بحاجة إلى الوقوف أكثر مع الرئيس الجديد الذي كان وفياً لسلفه طيلة عمله معه كنائب وطيلة غيابه عن البلد بسبب حادث النهدين الإجرامي، مثلما هو وفي لشعبه الذي انتخبه رئيساً، إذ لم يرتضِ بعد انتخابه أن يكون نصف رئيس..

ومطلوب منه أن يجتهد في نزع أسباب الانفجار من جديد، وألا يدّخر جهداً في اكتشاف الطاقات والقدرات التي تعينه على القيام بعمله على أكمل وجه، وألا ينسى أن السلطان ما ذهب عن سلفه إلا لكونه أهمل هامات البلاد الحقيقية، وأودع جاهزياته المثلى مدرجات البطالة معتمداً على الضعفاء الذين قادوه إلى خارج الحكم وما زالوا حريصين على أن يقودوه إلى خارج التاريخ..

زر الذهاب إلى الأعلى