[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

سماحة.. رحل قبل التغيير!

في مثل هذا الشهر ومثل هذه الأيام قبل عامين، تمر علينا ذكرى اهتز لها عرش الإعلام اليمني برحيل فارس من فرسانه من على جواد الصحافة اليمنية وهو الراحل محمد مسعد سماحة..

أقول هذه الكلمات في ذكرى رحيلك يا سماحه والألم يعتصر قلبي والدمع تذرف من عًيني لما أتذاكر تلك الأخلاق والشهامة والنخوة وذالك التواضع الذي كنت ترتديه، لقد كنت إنسانا من نوع أخر في هذه الدنيا، لم أرك في يوم من الأيام انك كنت تبحث عن مال أو جاه أو سلطان بعكس الآخرين ..

لقد كان حلمه في الدنيا ان يتوفاه ربه وهو راض عنه، وكان أمله وطموحه في اليمن ان يعيش المواطن اليمني بأمن وسلام في وطن يسوده العدل والنظام والقانون وفي حكم دوله المؤسسات في وطن يحصل أبناءه على حقوقهم وكرامتهم وإنسانيتهم، في وطن يكون فيه الشخص المناسب في المكان المناسب ..

أتكلم عن الراحل الذي كان ممن غرسوا البذرة الأولى من بذور التغيير الحاصل اليوم في اليمن قبل 2010م عندما راحل إلى ربه بكتابته ومقالاته التي كانت تتصدر الصحف والمجلات المطالبة بالتغيير، وتحسين مستوى المعيشة للمواطن..

محمد سماحة.. ايها الراحل عن وطنك الجديد ها هي البذور التي زرعتها في الامس القريب تنمو في جسم الشعب وظهرت أغصانها بثورة شبابية سلمية شعبية تطالب بالتغيير والتحرر من حكم الاسرة.. البذور التي زرعتها بالأمس اليوم تتطلع وتتفاءل بدولة العدل والمساواة دولة المؤسسات والنظام والقانون ..

كم كنت أتمنى لو كنت على قيد الحياة ونظرت إلى البذور التي زرعتها في الأمس، وكان املك بانها سوف تنبت في يوم من الأيام، ولقد نبتت اليوم وقوي ساقها وتثبتت جذورها بثورة شبابية سلمية انطلقت شرارتها في 3 فبراير 2011م ومازالت حتى يومنا هذا وأطاحت بحكم الأسرة المتجذر في اليمن الحبيب.
لقد كنت الداعي والمناشد إلى ثورة ضد النظام السابق لما كان يرى الوطن غارق في فساد مالي وإداري وأخلاقي واقتصادي وسياسي .. ولا زلت أتذكر ما كتبته قبل رحيلك بشهور بقصيده بعنوان (غبني على شعبي) وقلت فيها :
غبني على شعبي متى با يحرر .. يرفع ويخفض من يريد يا جماعه
ويعرف انه صاحب النهي والامر.. ويعرف وان النصر في صبر ساعه

ختاماً.. كم قصرنا بحقك من سؤال وعون ومساندة قبل أن تسبقنا وترحل عن الحياة، ولكنها الغربة في ارض المهجر شغلتنا عن السؤال عنك وعن زيارتك والجلوس معك فسامحنا يا سماحة.. وسلام عليك إلى جنان الخلد..

* أحد أقارب الفقيد مقيم في الولايات المتحدة

زر الذهاب إلى الأعلى