[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

افتتاحية «الخليج»: انقذوا اليمن

لم يعد مقبولاً ترك اليمن وحيداً يواجه ما يواجه من محن ومصائب، فإذا كان متعذراً دعمه لمواجهة الإرهاب الذي يقضّ المضاجع ويهدد وحدة البلاد، ويسوقها إلى التطرف، واذا كان متعذراً مد يد العون إليه لاستكمال خطوات تنفيذ الخطة الخليجية لانتقال السلطة وإعادة هيكلة الجيش والانطلاق نحو ترسيخ الوحدة الوطنية، فإن ما ليس متعذراً هو مد العون والدعم من جانب الدول العربية والمجتمع الدولي لإنقاذه من مأساة إنسانية بدأت تترك آثارها الكارثية على الشعب اليمني .

الوقت يمضي بسرعة والكارثة تتسع، والتقارير اليمنية والدولية تشير إلى أن الجوع والمرض وفقدان المواد الغذائية وصلت إلى أرقام خيالية باتت تستدعي تحركاً عاجلاً وسريعاً من جانب الجميع، اذ إن آثار الحرب مع المتطرفين تركت مئات آلاف اليمنيين مشردين من دون مأوى، كما أن تداعيات الصراع مع النظام اليمني السابق والذي لا يزال مستمراً بشكل أو بآخر باتت واضحة على مجمل الساحة اليمنية، من خلال الأزمات المعيشية والاجتماعية التي لم تعد خافية على أحد .

التقارير التي تحدثت عن معاناة حوالي مليون طفل من الأمراض وسوء التغذية تكفي وحدها لرفع الصوت عالياً، وحث الجميع على التحرك والاستعجال في مد يد العون والمساعدة، وأن أي تأخير في القيام بهذه المهمة الانسانية العاجلة، يعني أن مئات آلاف الأطفال دخلوا دائرة الخطر .

الدول العربية لديها القدرات والإمكانات، ويجب عدم انتظار البعثات الدولية للقدوم إلى اليمن ومعاينة الوضع وتقديم تقاريرها، بل يجب أن تبادر فوراً إلى تضميد الجراح من خلال توفير الدعم اللازم، فالكارثة الإنسانية تتفاقم كل يوم ولا تحتمل التأجيل أو الانتظار . إنقاذ اليمن واجب إنساني . . لكنه أيضاً وقبل كل شيء واجب وطني وقومي .

زر الذهاب إلى الأعلى