[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

أبين تنزف وبلا ماء وكهرباء

أبين العز والرجولة والشهامة، أبين التاريخ والحضارة، وهي الصخرة التي تتحطم فيها المؤامرات وأن طالت مراحلها، أبين تنزف كل يوم ولا أبالغ أن قلت كل ساعة.

مرت على النكبة عام منذ بدأت الثورة في اليمن ضد المخلوع وأركان حربة، وفي أبين بالذات بدأت مؤامرة من نوع آخر ضد أبنائها ليس لشيء وإنما لأضعافها والسيطرة عليها من اجل فصلها عن بقية محافظات الجنوب بحجة القاعدة أو بما يسمى (أنصار الشريعة).

هؤلاء النفر الذين يطلقون على أنفسهم أنصار الشريعة، هم أنفسهم أنصار الشرعية عام 94 الذي وظفهم النظام السابق... والذي صرح بذلك أحد العسكريين لإحدى الصحف.. هؤلاء النفر تم بفعلهم القبيح والدنيء تشريد الآمنين وترويعهم وخلقوا الفوضى والخراب بعد أن كانوا آمنين في بيوتهم وأرزاقهم، والذي بفعلهم أساءوا للإسلام أولاً ثم لوطنهم ثانياً.

اليوم الأحداث تتسارع وأبين كل يوم تحت البوارج الحربية والقصف اليومي وتحت نيران المدافع وهي تنزف وتدمر على مراء ومسمع... والكارثة تتفاقم ناهيك عن نقص في المواد الأساسية اللازمة.

ألا تعلم حكومة الوفاق الوطني أن أبين تعيش في ظلاماً دامس منذ خمسة أيام أو يزيد بدون كهرباء ولا ماء ولا مستشفيات لعلاج المرضى ولا مدارس بعد أن دمرت البنية التحتية والفاجعة اكبر من ذلك.

إلى متى السكوت في ظل هذه الأوضاع المتردية وأبين تنذر بكارثة إنسانية محققة جراء ما يمارس ضدها كل يوم، وهي في أمس الحاجة إلى من ينقذها وينقذ أطفالها وشيوخها ونسائها ومرضاها والعجزة والمعاقين جراء الرطوبة والحر الشديد، التي تعاني منها المحافظة بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

إن آثار الحرب مع المتطرفين تركت عشرات الالاف من الأسر مشردين من دون مأوى، وهم الآن نازحين في مدن ومحافظات اخرى مثل "عدن"، "لحج" ومناطق جنوبية اخرى، نتوجه إلى الضمير الإنساني إنقاذ ما يمكن إنقاذه في أبين الأبية وهو واجب ديني ووطني إنساني وأخلاقي.

وأخيرا، وليس بإ خر، نناشد رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الوفاق الوطني بأن يولوا اهتمامهم بمحافظة أبين لأنها تعتبر المحافظة الوحيدة المنكوبة من بين جميع محافظات الجمهورية وأن يساعدوا على التقليل من معاناة المواطنين وإصلاح ما تم تخريبه من قبل الحاقدين، وأن يوفروا لهم الطاقة الكهربائية اللازمة وإصلاح أنابيب المياه والتخفيف عليهم من كل ما يعانوه من شدة الحر والرطوبة في هذه الأيام، والمعاناة النفسية والإنسانية، بسبب أعمال القتال الدائرة في مدينة جعار وزنجبار وشقرة ومناطق اخرى في المحافظة.

زر الذهاب إلى الأعلى