[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

الإمارات واليمن.. الإخوة موقف!!

دشنت دولة الإمارات العربية الشقيقة حملة وطنية لجمع التبرعات لدعم الأوضاع الإنسانية في اليمن ، هذه الحملة هي الأولى على المستوى الخليجي والعربي وحتى الدولي، فاليمن المتدهور إنسانيا ينظر إليه العالم كشرطي لمكافحة الإرهاب وعلى هذا الأساس توظف الدول علاقتها باليمن.

واليمن الذي وصل خلال السنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق إلى مستوى متدني في المعيشة وتوسع طبقة الفقر بسبب إنتعاش البطالة وغياب فرص العمل وركود حركة الاستثمارات المحلية والأجنبية وسيطرة القوى النافذة والفاسدة على مفاصل الدولة واحتكروا القرار الوطني وخلقوا بيئة فساد على مستوى عالي وحولوا الدولة ومؤسساتها واليمن إلى مزرعة صغيرة يملكونها دون حسيب أو رقيب، فعملوا إلى خلق بيئة قانونية هشة وضعيفة تناسبهم وحولوا الأجهزة الأمنية والرقابية إلى أدوات لحمايتهم وإسكات من يعارضون سياستهم هذه، أختزل اليمن الكبير في عائلة وأختزل اليمنيين في أشخاص محدودين، وسخر كل شيء لهؤلاء دون غيرهم.

الوضع الذي آل إليه اليمن كل الناس ساهموا فيه بصورة مباشرة أو غير مباشرة.. من خلال سكوتنا على حكم الفرد والعائلة وتقبلنا الخديعة والوهم الذي قام بتسويقه لنا الكذابين والدجالين الذين سيطروا على وسائل الإعلام المملوكة للدولة، كانت هذه الوسائل هي التي وضعت لنا " البنج " العفاشي وعليه ظلينا الطريق وسلكنا مسلك السلبية والطاعة وانتظار الفرج والمخرج.

اليمن يمر بوضع إنساني خطير جدا قد يؤدي به إلى الانفلات الكلي وتفسخ البنية الاجتماعية وانهيار القيم الأخلاقية تحت ضغط الحاجة ودافع الجوع، فالسياسيين في اليمن لا يتعاملون مع الوضع الإنساني القائم أولوية، بل ربما انه خارج حساباتهم وجدول أعمالهم وعليهم أن لا يستمروا في هذا فالوضع حرج ولا يتطلب الانتظار والتسويف.

إنسانية دولة الإمارات التي أستشعرها رئيس الدولة الشيخ / خليفة بن زايد دون غيره من الحكام الخليجيين، وكان سباقا لهذه المبادرة الإنسانية واللفتة الأخوية الكريمة النابعة من فهمه الإنساني ومتطلبات الإخوة وسبق غيره من ذوي القربى والجوار.

أستشعر موت اليمنيين جوعا أو عطشا فدفعه ضميره الإنساني والأخوي ليطلق حملة وطنية على مستوى الدولة وتتبناها كل وسائل الإعلام الحكومية، لجمع التبرعات لإنقاذ اليمن من الموت جوعا، وبهذا الموقف يسجل الإماراتيون رئيسا وحكومة وشعبا موقفا إنسانيا نبيلا، هذا الموقف الذي افتقدناه وانتظرناه من إخواننا في الجوار وخاصة الشقيقة بلد الحرمين المملكة العربية السعودية وقطر وعمان والكويت، اللذين سيستشعرون مأساتنا وحاجتنا الملحة ويتعاملون مع هذه الحاجة بعيدا عن ملفات السياسة وتعقيداتها، تلبية للضمير الإنساني دون اي حسابات أخرى.

هكذا أصبح وضع اليمن واليمنيين مكشوفا دون أي رتوش، وهذا يسبب لنا الإحراج والخجل بين الأمم علينا أن ندرك أن هذا نتيجة حتمية وعقاب الهي على سكوتنا على الظلم والفساد وتراكن بعضنا على الآخر، واليوم الحقيقة واضحة كالشمس علينا أن نتجرد "من لا زالوا يراهنوا على عودة الماضي الأسود وخاصة أنصار المخلوع " من الوهم الذي وضعنا فيه المخلوع ونصحوا من "البنج " الذي وضع لنا وسكتنا وناصرنا الفاسدين وهم ينهبون ثروات بلدنا لعقود سابقة فكان لهم الثراء والرخاء ولنا الفقر والبلاء.

يعلم الكثيرون بحجم الثروات التي نهبها المخلوع وعائلته وحاشيته والتي تقدر بمليارات الدولارات على شكل سيولة نقدية تم تهريبها إلى خارج اليمن كي تستثمر في البنوك الأجنبية أو على شكل عقارات وشركات ومساهمات وبورصات فمدن العالم التجارية شاهدة على مأساة اليمن، فباريس ونيويورك وواشنطن وجنيف وفرانكفورت ومدريد ولندن وأوتاوا وتورنتو ودبي والقاهرة وجدة والرباط تشهد بأن أموال اليمن المسروقة من أشخاص يفترض أنهم أمناء على هذه الأموال.

الواجب يحتم علينا اليوم أن نساهم في إنقاذ ما تبقى من اليمن وهذا الواجب يتمثل في صحوة ضمائر البعض ممن تبقى تحت تأثير "البنج " ونكفر جميعا عن الذنب الذي اقترفناه في السكوت عن هؤلاء اللصوص الذين سرقوا اليمن ومستقبله وحولوه إلى "شحات "، الواجب يدفعنا للمشاركة وبقوة بثورة لاسترجاع أموال اليمن المنهوبة وبكل الوسائل !! الموجودة في الداخل وهي على شكل عقارات ومزارع وشركات ومصانع ومعدات، والموجودة بالخارج نسترجعها عن طريق تشكيل فريق قانوني نساعده بتقديم المعلومات والوثائق وكل ما له علاقة بتلك الأموال، الموجودات في الداخل واضحة ومعروفة وعلينا استرجاعها بكل الوسائل والطرق بما في ذلك القوة.

الضرورة تحتم علينا أن نجعل هذا واجبا من اجل إنقاذ اليمن، فاليمن لن يستقر ولن يستقيم حاله وهذا الشيطان " المخلوع عفاش " وعائلته موجودين بيننا أحرار طلقاء فهم بلاء وكارثة وكابوس يهدد اليمن الأرض والإنسان، وعلى كل من شارك في الثورة ودعمها وناصرها أن يدرك أن هناك ركنا ناقصا حتى تستقيم الأمور وهو وجود المخلوع وعائلته وحاشيته داخل اليمن، فإخراجهم وطردهم أو سجنهم ضرورة لأجل اليمن ومستقبل اليمن فطردهم هو اختصار للزمن.

أخيرا الشعب اليمني المتواضع يكن كل التقدير والاحترام لرئيس وشعب الإمارات ويتعفف من الطلب، والطلب مذلة، فلعنة الله على من سبب لنا هذه المذلة..
والله من وراء القصد

زر الذهاب إلى الأعلى