[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

بأي ذنب قتلوا أبناءنا؟

قبل أيام كان اليمنيون على موعد مع يوم جديد من أيام الحزن، ليعيشوا فيه قصة جديدة من قصص الإرهاب الذي افتتحت شهيته على ما يبدوا للدماء باسم الدين وباسم محاربة أمريكا وتقليص نفوذها على حساب شعب مثقل بالجراح وبالهموم وبالأحزان دون أدنى مراعاة للأخلاق والقيم والعقيدة.

لكم أشعر بالألم وبالحزن الشديدين عن ما حدث هذا اليوم لثلة من أبناء جلدتنا، وأغلى رجالاتنا من أبناء كلية الشرطة التي تعد من أهم مصادرنا الوطنية لتخريج، دفعات شرطة مدربة ومؤهلة ترفد وزارة الداخلية بدماء جديدة مسلحة بالعلم،، وبالمعرفة،، متسلحة بالإيمان وبالولاء لله وللوطن وللثورة..

وفي الحقيقة تشكل أجمل لوحة وطنية كونها تضم في صفوفها أفراداً ينتمون إلى مختلف المناطق والمدن اليمنية حيث توزع مقاعد هذه الكلية على جميع محافظات الجمهورية اليمنية بحسب الحجم البشري للمحافظة الواحدة.. وهذا أمر إيجابي ومحسوب للدولة في القيام بهذا العمل الإيجابي..

ولا أجد كيمني ومسلم ومعي كافة اليمنيين الشرفاء أي عذر أو مبرر استطيع من خلاله تقبل هذه الجريمة المقيتة اللا أخلاقية بأي شكل من الأشكال مهما كانت المبررات والأسباب والدوافع التي لا تمت لديننا الإسلامي بأي صلة سوى أنها تمثل عن نزعة شيطانية عدوانية عميلة ومرتهنة للشيطان ولعباد الدولار.. وأجد نفسي مضطراً أنني لا أعترف بدينهم بل واعلن كفري به جهاراً نهاراً.. كون الجريمة مست كرامة كل يمني وأفسدت يومه ولياليه وهو يرى أكثر من ثلاثين أسرة تئن حسرة وقهراً وألماً على ما أصاب فلذات أكبادها..

ألم يفكر هؤلاء الأشباح الظلاميون بعقولهم التي فطروا عليها منذ وجدوا على هذه البسيطة قبل أن يقدموا على هذا العمل الإجرامي البشع في ما سيجنوه من وراء هذه الدماء الزكية لإخوة لهم في الدين والعقيدة.. خاصة أن ماتم تنفيذه وبوحشية الغاب كان الضحية فيها طلاب علم لا يحملون في أيديهم سوى العصى الأنيقة وشنطة تزدحم بالكتب وبأوراق المراجعة للدروس التي ظلوا يتلقونها لأشهر،، بل لسنوات يحلمون بغدٍ أفضل والغالبية منهم لم يتزوجوا بعد، بل مازالوا عالة على أسرهم التي تنتظر يوم تخرجهم بفارغ الصبر كي يشاركوا ابناءهم الفرحة بعد سنين من التعب والسهر والنفقة عليهم..

هل فكر هؤلاء الخنازير فيما لو كانت هذه الأشلاء المتطايرة والمشوهة والدماءالتي أغرقت المكان هي دماء وأشلاء لأقاربهم ! ولن يتأثروا أو يحزنوا لما وقع بهم..؟

أعتقد أن لا جدوى من قول هذا الكلام بعد أن قد وقعت الواقعة. فهم قد باعوا انفسهم للشياطين من الإنس قبل الشيطان نفسه لأن الشيطان يحبب إلى النفس الشهوات والملذات وحب الدنيا لا بالدماء وإزهاق النفس التي لو انتهت انتهى الشيطان وبقى وحيداً لا يجد من يشاطره أفكاره ووساويسه..

إذن فمعركتنا جميعاً كيمنيين ومسلمين دولة ومواطنين هي مع شياطين الإنس للقضاء عليهم والثأر لكل الشهداء الأبطال الذين راحوا ضحية أفعالهم التخريبية للوطن وأبنائه ومنجزاته وزعزعة أمنه واستقراره، وتحصين أنفسنا وأولادنا من سموم أفكارهم وبغيهم وملاحقتهم أينما وجدوا والإبلاغ عن أماكن تجمعاتهم أينما كانت..
رحم الله كل شهداء الوطن واللعنة على كل خائن وعميل وشيطان من هؤلاء والعزة لله وللوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى