[esi views ttl="1"]
شعر وأدب

تواجدية المكاشفة الثانية (من قصائد البردوني التي لم تنشر)

وَحدِي أَشُقُّ مَسْرَبيْ
مِن هَجْسَةٍ إلى نَبيْ

مِن بَذْرةٍ عَطْشَى إلى
أعلَى النَّخيلِ اليَثرِبي

مِن قَطرَةٍ حُبلى إلى
تَدَفُّقٍ تَشَعُّبي

*****

أرقَى عَلَى حَرَائِقي
و أحتَسِي مُذَوِّبي

لكي أكونَ غَيرَ مَن
كنتُ , أُرَى مُهَذِّبي

أعلُو على ذاتِيَّتي
و أينَ باب مَأرَبي

*****

أعودُ مِن هَشائِمي
إلى بَراءَةِ الصَّبي

هُناكَ أَصبُو , ها هُنا
إلى جِدارٍ أَحتَبي

*****

لا يَنطَفِي تَحَوُّلي
لا يَنقَضي تَقَلُّبي

أدعُو تَجَوُّفِي : أَمِتْ
ذِكرى طَعامي _ مَشرَبي

أجتازُ طِينَتي إلى
بَرقٍ يَفِي و يَختَبي

سُحْبٌ يَقُلنَ : يا ثَرى
ثُرْ إنْ وَهَى تَصَبُّبي

يَقُولُ نَجمٌ : مَن أنا ؟
و نَجمَةٌ : ما مَطلَبي؟

إشراقَةٌ : ما أبتَغي ؟
ضَبابَةٌ : مَن أَجتَبي ؟

هذي تُوَشِّي هامَتي
و ذا يَشُدُّ مَنكَبي

*****

أَلُوحُ كَرْمَةً على
شَظِيَّتَينِ تَرتَبي

مِن أينَ ؟ مِن غَرابَتي
إلى ضَنى تَغَرُّبي

مِن أسوَدِي عادٍ إلى
إصباحِ دَيْرٍ تَغلِبي

أُريدُ مَأمَناً هُنا
مِثلي بدُونِ مخلَبِ

*****

هُناكَ باتَ مُهلِكي
و كانَ يَوماً مَلعَبي

تَرُدُّني دارُ أبي
فأَبتَنِي مُخَرِّبي

يَقُولُ لي : مَن أنتَ يا ..
تَكَلُّمِي مُكَذِّبي

أَمَا أنا مِن سَبَإٍ ؟
مَن ذا سَبَى ؟ و كم سُبِي ؟

*****

إليكَ رَسمُ إِمرَتي
أميرُ " بيتِ الزَّوقَبي "

ما الزَّوقَبي ؟ مُعَسكَرٌ
مِن الحَريرِ (الإِذرِبي)

*****

تَرى الحِمى كَسائِحٍ
يَحتَلُّني كالأَجنَبي

فَما سَقيتَ حُرقَتي
و لا حَدَوتَ مَوكِبي

لا مَشرقيْ حَنَّيتَهُ
و لا اصفِرارُ مَغرِبي

و لا نَعَشتَ مَوسِمي
و لا دَفَعتَ مجدبي

*****

أَلَستِ داريْ ؟ قَبلَ أن
تَقولَ لِي تَأَورَبي

أصبَحتُ لا أَشُمُّ بي
طِيبي و لا تَطَيُّبي

فلا أنا مِن مغرسي
و لا أنا مِن مَجلَبي

*****

مَن يَنتقي تَطَوُّري
و " باقِلٌ " مؤدِّبي ؟!

تَحتي زَفيرُ غابَةٍ
فَوقي جِدارٌ ثَعلَبي

أهلُوكَ خَلَّفُوكَ لي
كما أَضاعَني أبي

نِصفي بنِصفي ناهِشٌ
و رُبعُ نِصفي مُعطِبي

*****

يا ريحُ مَن يَدُلُّني
إلى أمانِ مَهرَبي ؟

دليلُكِ الثاني أنا
كَيفَ تَرى تأَهُّبي ؟

*****

إليكَ عُنوانُ ابنَتي
خُذْ رَقْمَ بيتي , مَكتَبي

هُنالِكَ اسمُ مِهنتي
هُنا مَمَرُّ مَركِبي

*****

دَليلُكَ المَعنيْ شَرى
سَفينةً مِن مَحطَبي

و قالَ عنِّي : إنهُ
مُنَقِّضي , مُرَكِّبي

و أنَّهُ عَلَّمَني
كيفَ أَسُوسُ غَيهَبي

و صاغَ لي قَرنَينِ مِن
ظَهرِي , و وَجهاً يَحصُبي

*****

و في انتظارِ مَن هُنا ؟
مَن مِن هُنا يَمُرُّ بي

فإِنْ نَأى أَطَلَّ مِن
غَيبي حُضُورُ كَوكَبي

مِن " كَوكَبانِ " جِئتَني
و أنتَ شَيخٌ " قَعطَبي "

*****

الآنَ مَطلَعي أنا
أُخفِي , يَشِي تَحَجُّبي

إلى إلى مَن غَيرُ مَن
نَبعِي رَسُولُ مَكسَبي

المُنتَأَى طَوى النَّوى
قُربي نَفى تَقَرُّبي

أُمُّ الرِّياحِ هَودَجي
بُعدُ الذَهابِ مَذهَبي

إِليهِ مِنهُ أنتَحِي
عَكسَ الزَّمانِ اللَّولَبي

كتبت في 1994

زر الذهاب إلى الأعلى