الأجدى من الاستمرار في الرهان على احزاب وحركات دينية لمواجهة الخطاب الديني لحزب الاصلاح هو مساعدة الاصلاح على التحول إلى حزب سياسي مدني..
فقد فشل خيار الحزب الاشتراكي اليمني في سد فجوة فراغ الخطاب الديني بالتحالف مع أحزاب دينية وأثبتت التجربة أن تلك الاحزاب تسعى لتحويل ما يتبقى من الحزب لواجهة ليبرالية لحركة دينية أكثر تقليدية وأكثر تشددا من التيار السلفي داخل الاصلاح ذاته..!!
اللحظة الراهنة تقتضي من الحزب الاشتراكي كصاحب مشروع مدني حداثي أن يعيد النظر في سياسة مواجهة ما يرفضه بذات الأدوات ما دامت في أيادي غيره من الحلفاء..!!
الرهان على صناعة قوة دينية يواجه بها القوة الدينية للإصلاح حماقة تقوض مدنية الحزب ومشروعه المدني وأنه سقط في فخ الاستقواء بالدين وللأسف ليجد نفسه في نهاية المطاف موظفا لديها..!!
ربما كان الأفضل للحزب أن يتبنى خطابا دينيا أكثر اعتدالا من اللجوء لمواجهة التطرف بدعم أحزاب وقوى أكثر تطرفا.. وينتهي به المطاف مسوقا بصورة غير مباشرة لقيم مناهضة ليساريته ومدنيته ومشروعه الحداثي..!!
اليوم الحزب الاشتراكي أمام تحدي إعادة بناء العلاقات في إطار المشترك وفي داخله قبل ذلك على أسس سياسية مدنية حداثية ورفض تحول قوى المشترك إلى واجهات لقوى تقليدية مناهضة لقيم المدنية والحداثة..!!
كون السياسة فن الممكن؛ فذلك يستلزم أن يكون فن الممكن هو الفن الذي يمكن المشروع الحداثي للحزب من الاستفادة من تلك القوى لا أن تمكن تلك القوى من تقويضه وتقويض مشروعه..!!