[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

في خطورة استفزاز المجتمع وعدم احترام الهوية العامة

تصعيدات الحوثي، على هذا النحو الجاري اليوم، تدفع، بلا شك، البلاد نحو حرب جديدة، غير أن الأهم هو أنها تدفع المجتمع اليمني نحو فرز طائفي ومناطقي مقيت.

عندما رأيت شعارات الحوثي في صنعاء شعرت بأن هذه الجماعة أصبحت خطراً على اليمن ككل. وللدقة؛ شعرت بالأمر كاستفزاز شخصي لي. الأرجح أن آلاف سيبدون يشعرون بالأمر ذاته، لأن الحوثي يحاول تقحم الحياة الاجتماعية في العاصمة بطريقة مستفزة ولا تحترم الفضاء العام والهوية العامة للمدينة ولليمنيين ككل.

مع الوقت يزداد توسع ونفوذ جماعة الحوثي جغرافياً، غير أن ذلك يأتي على حساب انكفائها على ذاتها وعزلها وطنياً. وهي بذلك تقدم خدمة لخصومها؛ إذ تبالغ في إظهار طائفيتها العصبوية، ونزوعها نحو تأسيس مشروع طائفي خاص لا وجود فيه للهوية الوطنية لليمن.

هكذا؛ فأي حرب قادمة مع الحوثي ستستقطب تعاطفاً وتأييداً واسعاً داخل الهوية الجغرافية والمذهبية المغايرة للحوثي: تعز، وإب والحديدة وعدن.. عندها ستكون الحرب مشكلة كبيرة لأنها ستضرب ما تبقى من الهوية اليمنية. وقد تكون حلاً لو تمت تحت راية دولة وطنية بعيداً عن دوافع السعودية، ووهابيتها.

عموماً؛ على جماعة الحوثي أن تعرف أنها ستكون الخاسر الأكبر في هذه الحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى