[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

تحت عمامة الخامنئي تكمن المشكلة!

يبقى أولئك الذين يحاولون استغفالنا وتجنيب أنظارنا عن مصدر الخطر الحقيقي الذي تتعرض له أقطارنا العربية هم أكثر قدرة على استفزازنا وتفجير كوامن الاستياء فينا!!.

وحين يأتي أحد هؤلاء ليتناول جدلية السنة والشيعة , وخفايا التناحر الطائفي بينهما وفقاً لمقياس منطقه اللامتناهي في اللامنطقية ثم لاينسى أن يسرد لنا قائمة من المتآمرين على أوطاننا متجاهلاً عن قصد مريب رأس المؤامرة ومنجم الطائفية وحجر الارهاب الفكري والتعصب الديني فإن هذا الأحمق يتجاهل هو ذاته حقيقة غدت جذورها ضاربة في عمق الوجدان العربي,وهي الحقيقة التي تجسد حالة رهيبة من الوعي العميق بطبيعة المسألة وأصل الحكاية لدى الانسان العربي خصوصاً بعد الذي جرى في أرض العراق الجريح,ويجري حالياً في سوريا,ولبنان,والبحرين.. وشمال اليمن .

ذات غيرة سخيفة كان أحد الأصدقاء مثقفاً وعلى قدر لابأس به من الفطنة والوعي يشبه هؤلاء تماماً ..حسب وصفه. لقد قال : لازلت أتذكر حماستي المتفلتة , وشحنات الغضب الدافق الذي أعمى بصيرتي عن قراءة الأبعاد العميقة لواقع الجدلية المثيرة إلى أن أطل علينا من جبال صعدة شيطان طائفي مريد ,بقرون موحشة ,وملامح فجة ,وسفور طائفي ممجوج ,وروح خبيثة نزاعة للقتل والدم,حينها أيقنت بأنني كنت أسبح في فلك الأوهام ,وأن نظرتي لما جرى في العراق على سبيل المثال كانت مغلوطة ,ومشوهة إلى حد كبير إذ لا القاعدة مسؤولة عن حالة التشظي والاقتتال الطائفي هناك, ولا قوات الاحتلال هي من كان يفجر ,ويقتل ,ويغتال .. ويلقي بعشرات الجثث مجهولة الهوية كل يوم إلى مجاري المياه الملوثة ومقالب النفايات !.

يواصل صديقي: لقد ندمت كثيراً على عمري الذي قضيته مدافعاً عن إيران وزعيمها « الخرافي » في مواجهة الحملة الدولية ضدها ,وأعترف بأنني كنت غبياً بمايكفي لكي أشعر بمرارة الحسرة الآن وأنا أتذكر صرخات الطفولة العراقية المنتهكة ,ونساء العراق اللواتي كن يذبحن بعد اغتصابهن من قبل المليشيات الطائفية ,وفرق الموت التي تمولها إيران ,ويرأسها رجال دين شيعة ,ومراجع وآيات عظام !

صديقي الذي أؤيد كل ماجاء على لسانه لم ينس في سياق حديثه أن يضيف :
لإيران في نفسي غيظ لو وزع على قلوب مدينة بأكملها لامتلأت ,وبقدر مقتي لممارسات هذه الدولة ,وأيضاً ممارسات العصابات التابعة للأسد ,والصدر ,والحكيم ,ونصر الله .. وأخيراً الحوثي أمقت أي محاولات لتفسير الأمر باعتباره «مؤامرة كونية » تستهدف هدم أسس التعايش مع طوائف وجماعات هذه الرؤوس الطائفية المتعفنة .. إذ إنه لامتآمر علينا أكبر من هؤلاء وعصاباتهم ,ولا خطر يفوق خطرهم .. وليس هناك ماهو أقذر من ممارسات إسرائيل في فلسطين ,سوى ماتمارسه إيران الدولة والمرجعية عبر وكلائها في العديد من الأقطار العربية ..بما في ذلك وطننا !

ولعلنا الآن إن جازفنا في التسليم بأن إسرائيل وأمريكا من يغذيان حالة الانقسام والتناحر المذهبي القائم ,فإن ذلك لايعني انتفاء الحقيقة التي تفيد بأن إيران هي الممول ,والمنتج ,والمخرج ,والمعد لسيناريو التناحر الطائفي ..وأن العقل المهندس لهذه الصراعات المدمرة يقبع تحت عمامة مرشد طهران .

زر الذهاب إلى الأعلى