[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

خيانة الرئيس في الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية

حين أسمع خطابات الرئيس عبدربه منصور هادي أشعر أن تباشير اليمن الجديد تلوح في الأفق وأن التغيير آت وان أهداف ثورة فبراير آخذةٌ في التحقيق.

لكنني عندما أتأمل ما يحدث من فوضى في الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية التي يجب أن تكون قدوة ونموذج لبقية مؤسسات الدولة أحس أن ثمة من يعمل لإعاقة التغيير وإفقادنا الأمل ببزوغ فجر اليمن الجديد.

أتذكر حديث رئيس الجمهورية عن ضرورة إنهاء الفوضى وتصحيح الاختلالات والابتعاد عن المحسوبيات والمجاملات وأن عجلة التغيير قد تحركت ولن تعود إلى الوراء.

وأقول ربما يقصد الرئيس كل مؤسسات الدولة باستثناء الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية التي يقودها الدكتور علي منصور بن سفاع، وهو كما يقال أنه إبن خالة السيد الرئيس وبالمناسبة منذ تعيينه في سبتمبر الماضي وحتى اليوم يرفض الالتقاء بالموظفين بل يمنع الموظفين من دخول مكتبه؟! ربما لا يعلم السيد الرئيس أن الأمانة تشهد حالة من الفوضى الإدارية والمالية ، فالممارسات والأساليب هي امتداد لفوضى الماضي والوساطات والمحسوبيات والعشوائية وتهميش الكفاءات هو السائد.

تمت تغييرات لرؤساء الدوائر والمدراء العموم دون أي معايير إدارية كالكفاءة والمؤهلات العلمية والخبرة والمدة الوظيفية فقط الوساطات النافذة والمحسوبيات هي المؤهلات الأقوى، ولا أريد أن أقول المناطقية لأنني شخصياً مؤمن بوحدة اليمن أرضاً وإنساناً ويقيني أننا يوماً ما سننبذ كل مخلفات الماضي كالمناطقية والطائفية وستتشابك أيدينا كما تشابكت أيادي السود والبيض عندما وجدت دولة العدالة والمساواة والحرية في أمريكا.

ثمة من يتحدث أن كل التعيينات تتم بتوجيهات من رجال حول الرئيس وهو امتداد للنهج السابق، لكن ذلك لا يهم لشخص مثلي لا يفهم كثيراً في السياسة فالمهم أن كل ما يحدث يؤشر إلى أننا نسير في الاتجاه الخاطئ.

شللية الماضي هي نفسها من يرسم خطوات السير للحاضر وكأن الحاضر يلبس ثوب الماضي، لقد كان خروج موظفي رئاسة الجمهورية واعتصامهم بتاريخ 9 يناير الماضي دلالة على وجود فوضى وعشوائية إدارية في ظل انعزال الأمين العام عن الموظفين الذي مثل تعيينه كأمين عام لرئاسة الجمهورية أمل بأن يتم تصحيح الاختلالات وتحديث الإدارة، فهو يحمل شهادة دكتوراه في الإدارة، لكنه أخمد الآمال بل استحدث حواجز خشبية في الممرات بالإضافة للحراسات العسكرية من أجل منع وصول الموظفين إليه، لا أدري من الذي خان الأمين العام وأشار عليه بإقامة الحواجز والانعزال عن الموظفين؟ ولا أعلم كيف يمكن لمسئول أن يمارس الإشراف والتنظيم والرقابة دون أن يطلع على مجريات العمل ولا يسمع لموظفيه وقضاياهم ولا يحل مشكلات العمل فهكذا تتوفر بيئة خصبة ينشأ فيها الفساد.

بصدق لم أفهم ما يحدث! الرئيس يتحدث عن يمن جديد كلنا نحلم به.. ولا أرى إلا أن كل مسئول يتم تعيينه يهتم باستلام سيارة جديدة وامتيازاته المالية واختيار مرافقين وحراسات على أبواب المكاتب ليتم منع الموظفين من الدخول، ناهيك عن توظيف الأقارب حتى وإن كانوا طلاباً في المرحلة المتوسطة!!

أود التأكيد أنا لست من أنصار الماضي بل من أشد الرافضين له وأتألم لما أراه الآن لأنه يتعارض تماماً مع اليمن الجديد الذي ننشده.

قد يضنني البعض مبالغاً ولكن للأسف هذه هي الحقيقة فما يحدث في الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية يمكنني القول أنها خيانة للسيد الرئيس أو تقاطع مع خطاباته المفعمة بالصدق والجدية والأمل. نعم خطابات الرئيس أيقظت أحلامنا من جديد ولم نعد قادرين على السماح لأحد بمصادرة أحلامنا.

كنت أتمنى أن يكون اعتصام موظفي رئاسة الجمهورية الذي حدث في التاسع من يناير الماضي مؤشر لوجود اختلالات إدارية يجب تدارسها ووضع حلول جادة لها وتلبية مطالب الموظفين بجدية وتصحيح النهج السائد.

ولازلت أعتقد أن حضور مدير مكتب الرئاسة بتكليف من الرئيس مؤشر إيجابي وذلك ما أتمناه رغم وجود محاولات لإسكان البعض من خلال الصرف السخي لهم ولا أريد القول شراء ضمائرهم وهي محاولات تذكر بالممارسات الفاسدة أيام النظام السابق.

لو كان لي المقدرة أن أوصل صوتي لمن هم حول الرئيس لقلت لهم رفقاً بالرئيس أعينوه لوضع الأُسس لبناء اليمن الجديد وفق رؤية وطنية خالصة كما يطمح الرئيس ومن قبله الشعب اليمني الثائر، واعلموا أن الأمانة العامة مؤسسة رئاسية هامة يجب أن تكون نموذج راقي في العمل المؤسسي القائم على النظام الدقيق والمعايير الواضحة والمحددة عند التعيين بشفافية مطلقة وتفعيل الرقابة لكي تكون الأمانة أمانة.

زر الذهاب إلى الأعلى