[esi views ttl="1"]
الفكر والرأي

هل ستنجح الثورة المضادة في اليمن ؟َ!

الثورة المضادة مصطلح يعبر عن ثلاثة أنواع رئيسية أولاها محاولة اجهاض الثورة بتحرك مضاد مماثل في الشكل فالثورة يواجهها تحريك جماعي للتصدي لها، والعملية الثانية هي محاولة استعادة النظام السابق بعد ان سقط ، فيما الثالثة تحاول استعادة الاوضاع السابقة واعادة الأمور إلى ما كانت عليه زمن النظام السابق.

اليوم تحاول قوى الثورة المضادة بشتى الأساليب ان تلتف على الثورة وأن تحول بمختلف الوسائل بين الثورة والثوار وأن تمنعهم من المضي قدما نحو إحداث التغيير اللازم الذي قامت الثورة من أجله. ولا أتردد في القول ان من يتكلمون عن فشل الحكومة أو عن ممارساتها اساليب عدوانية تجاه الاخرين ،أو من يعزفون على تقاسم المناصب بين الاحزاب وتهميش الشباب،أو من يرطنون دائماً بسرقة الثورة هم بذلك يقدمون أكبر خدمة للثورة المضادة، إن لم يكونوا جزءا منها، علموا بذلك أم لم يعلموا.
الثورة المضادة في اليمن غريبة الأطوار وتنتقل من مجال إلى آخر.

ومن أسلوب إلى أسلوب، ولم تعد تتحلى بأي قيم ولا خطوط حمراء، فهي تُخلط الأوراق ،وتتحالف مع الشيطان من أجل إغراق اليمن ،وعقاب شعبها على ثورته. وتمتلك الكثير من القوة المادية، والدعم الإقليمي ( إيران انموذجاً ) ، ويومياً تتكشف حقائق جديدة حول أدوات الثورة المضادة وبشاعتها وتأثيراتها. إن ما يجري في اليمن وبلدان الربيع العربي خطر حقيقي يُهدد مستقبل الأمة، ويجعلها تكفر بما قامت به لذا فهي تحتاج إلى حكمة عالية في التعامل ، وحزم واضح في التصدي لها، فلا يُعقل التعامل الناعم ،أو الاعتماد على صلابة موقف الجماهير وحدها..

إن الثورة الشبابية الشعبية السلمية تمتلك من أدوات القوة الكثير على رأسها الشرعية الثورية والمبادرة الخليجية ،ثم قوة الجماهير وحركتها ، ولكن السكوت عن بعض الاعمال التي تقوم بها الثورة المضادة تزيد من طمع الطامعين، وتجعل من الذين يتزعمونها يزدادون وقاحة ويسقطون كل قيم الاخلاق ومناهج الاختلاف السياسي ولذلك تحتاج الثورة إلى إلى قوة تحميها وتوفر له حاضن النجاح. فالثورة المضادة هي المخاض العسير للثورة الوطنية الحقيقية التي يكون فيها ألم وصراخ ووجع وضيق نفس وضنك وظلمة عتمة ...

لكن النتيجة مولود جديد يصدح بصراخ الحرية والنور والحياة. صحيح أن المتابعة مؤلمة، والصورة تبدو صعبة، والخسائر قد تكون كبيرة ومُكلفة...لكن النهاية ستكون سعيدة ، وعزة الشعوب ستعود، والثورة المضادة لن تنجح .

زر الذهاب إلى الأعلى