[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

الحوار طريق الحل

باللقاء الذي انعقد مؤخراً في دبي، أحسنت القيادات اليمنية الجنوبية صنعاً، بالتوافق على انتهاج مبدأ الحوار لحل الأزمة القائمة في البلاد، إذ إن تفضيل الحوار يكرس الحكمة اليمانية في التعاطي مع الأزمات التي يمر بها اليمن حالياً التي لم تعد خافية على أحد .

هذه الخطوة الإيجابية أكدت قدرة اليمنيين على تدارك الكارثة التي يمكن أن تحل بالبلد في حال غاب الحوار لحل القضايا العالقة . صحيح أن شكل الحل لم يتفق عليه بعد، إلا أن الاتفاق على مبدأ الحوار لحل القضايا العالقة بين شركاء دولة الوحدة، التي كانت ومازالت حلم كل يمني وعربي، يؤكد حكمة القيادات التي أخذت على عاتقها مهمة معالجة الأخطاء التي وقع فيها شركاء الحكم منذ قيام دولة الوحدة حتى اليوم .

لاشك في أن اليمن اليوم يدخل مرحلة حرجة وحساسة في تاريخه، وما لم تدرك الأطراف السياسية المختلفة طبيعة التحديات التي تواجهه، فإن الكارثة ستقع على الجميع وليس على طرف بعينه . من هنا وجب التحذير من خطورة التراخي في التعاطي مع الأزمة بحرص شديد قائم على منع دخول البلد إلى متاهات عنف جديدة لا تدرك نهايتها، فصناعة الكارثة أصعب من لملمتها وإشعال الحرائق أسهل من إطفائها .

اليوم يقف اليمنيون على مشارف مؤتمر الحوار الوطني، المقرر انطلاقه الاثنين المقبل، ويستمر ستة أشهر، وهو المؤتمر الذي يعول عليه المواطن لمعالجة جذور الأزمات التي عصفت بالبلاد خلال السنوات التي أعقبت قيام دولة الوحدة . جرت مياه كثيرة ووقعت أحداث جسام كان يمكن لها أن تقود البلاد إلى المهالك، إلا أن الحكمة انتصرت في نهاية المطاف، بعدما توافق الجميع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة، وهي المبادرة التي حقنت دماء الناس وأبقت على الآمال في إنهاء دوامة العنف والصراع التي عصفت بالبلاد خلال العامين الماضيين ولا تزال تداعياتها قائمة في أكثر من مشهد .

اليمنيون مطالبون بالتمسك بفضيلة الحوار القائم على التكافؤ من أجل صوغ شكل جديد من الحكم، بعدما أثبتت الأحداث أن النمط الحالي من الحكم لم يعد قادراً على الصمود، بخاصة في ظل الأخطاء الكبيرة والفادحة التي ارتكبها النظام السابق .

زر الذهاب إلى الأعلى