[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

آمال كبيرة للحوار الوطني اليمني

ليس من المبالغة في شيء القول إن تدشين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لجلسات الحوار اليمني أمس في العاصمة اليمنية صنعاء هو تطور شديد الاهمية، ليس فقط على الصعيد اليمني، ولكن ايضا على الصعيد الاقليمي، وذلك بالنظر للاهمية التي تشكلها الجمهورية اليمنية بالنسبة للمنطقة، استراتيجيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، باعتبارها – في جانب منها – عمقا استراتيجيا لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

ومع الوضع في الاعتبار مجمل التطورات التي مرت بها الجمهورية اليمنية الشقيقة على امتداد الاشهر الاخيرة، والصعوبات والتحديات، والتقاطعات المتعددة للمصالح، ولمحاولات التدخل والتأثير ايضا، فان الوصول إلى تدشين جلسات الحوار، التي يشارك فيها 565 مندوبا يمنيا، وبحضور الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ، والامين العام لجامعة الدول العربية، وممثلي دول المبادرة الخليجية، والدول الداعمة لها، وممثل الامين العام للامم المتحدة في اليمن، والكثير من الاطراف المعنية الاخرى، هو في الواقع انجاز، من الاهمية بمكان التمسك به ومتابعة السير على طريقه من اجل الوصول باليمن إلى بر الامان بجهود قياداته وابنائه المخلصين والمصممين على الخروج باليمن إلى آفاق استعادة الامن والاستقرار والتقدم على طريق البناء والتطور في كل المجالات، خاصة وانه كدولة وكمجتمع وشعب يملك كل المقومات اللازمة لتحقيق ذلك، اذا التقت الارادات وتكاتفت الجهود، وتماسكت الايدي اليمنية مع بعضها البعض.

واذا كان الحوار الوطني اليمني يشكل مدخلا، مهما وضروريا، للتوصل إلى توافق يمني واسع وقوي ايضا لحل كل المشكلات، ولوضع اسس راسخة لبناء اليمن على النحو الذي يريده ابناء الشعب اليمني الشقيق، فانه لا توجد اية اوهام في الواقع بشأن طبيعة وتنوع التحديات التي توجد على هذا الطريق .

غير ان الثقة والامل معقودان على ارادة الاشقاء في اليمن، وعلى عزيمتهم في العمل الجاد للتغلب على كل الصعوبات، خاصة وان كل الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية بوجه خاص، وعلى المستويين العربي والاسلامي بوجه عام، مستعدة لمساندة الجهود اليمنية بشكل فعال وحقيقي، حتى يخرج اليمن من عثراته، وحتى ينطلق على طريق التقدم والبناء كدولة قوية ومتماسكة وقادرة على تلبية طموحات وتطلعات الشعب اليمني الشقيق، ولتشكل اضافة ايجابية ايضا لشقيقاتها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في محاولتها تحقيق افضل مناخ ممكن لتعزيز فرص السلام والامن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية، وبما يحقق لكل دولها وشعوبها حياة افضل، بعيدا عن اية محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لأي سبب، وتحت اية ظروف.

وفي الدعم والمساندة الخليجية والعربية والدولية المخلصة لجهود القيادة اليمنية، ما يوفر قوة دفع ايجابية يمكن لليمن الاستفادة منها على النحو الذي يريد.

زر الذهاب إلى الأعلى