[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الحدود اليمنية السعودية ومحاولات إشعالها

تحاول جماعة الحوثي اشعال نار الفتنة بين اليمن والسعودية بالترويج لوجود مواجهات على ‏الحدود اليمنية السعودية للوصول إلى تفجير الأوضاع هناك .‏

والهدف من ذلك هو ادخال البلدين في فتنة وعداء بدق إسفين العداوة والبغضاء بينهما حتى يسهل ‏لها التحرك في المناطق الحدودية بكل أريحية وهي تريد كذلك كسب تأييد اليمنيين حيث يظهرون ‏أنفسهم وكأنهم حماة للأرض اليمنية فينخرط الشباب معهم وفي صفوفهم فالحوثيين وبإيعاز من إيران ‏لا يريدون علاقات طيبة بين البلدين لأنهم لا يستطيعون العيش إلا في الماء العكر كما قد يكون هدفهم ‏اشغال العالم بفتح جبهة جديدة من الصراع لتخفيف الضغط على النظام السوري الذي يوشك على ‏السقوط ، كما أنهم يرون أن بث الفوضى في هذه المناطق سيمكنهم من تكوين دولتهم التي يحلمون بها ‏عبر التعاون مع الإسماعيلية الذين يعيشون في الجانب السعودي لوجود تقارب عقائدي بينهم .‏

كما قد يكون من أهدافه ابتزاز السعودية والحصول منها على أموال بحجة حماية الحدود كما فعل ‏حليفه المخلوع من قبل ، وهاهي بعض الأخبار تفيد عن لقاء بين الحوثي ومسئولين سعوديين تعهد ‏فيها بحماية الحدود مقابل بعض الأموال كما نقل ذلك عبر بعض الصحف والمواقع وهذا يدل على ‏التناقض واللعب على الحبال المختلفة كما فعل أساتذته في إيران والعراق عندما يعلنوا عداءهم ‏لأمريكا ثم ينسقون ويتعاونون معها كما ثبت وجود تواصل بينهم وبين الأمريكان رغم الشعارات التي ‏يطلقها للتغرير على أتباعه .‏

إن الآثار والأضرار التي سيعود بها إثارة مثل هذه الإشكاليات سيكون كبيراً على البلدين فالمملكة ‏ستكون حدودها الجنوبية الممتدة مع اليمن في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار ، واما اليمن فستجني ‏الفوضى في حدودها وكذا سيتضرر حو إلى مليوني يمني يعملون في السعودية ويعيلون أسرهم التي ‏تقدر بأضعاف هذا العدد .‏

كما ستقوى فرص القوى الداخلية المعادية للدولة اليمنية كالانفصاليين والقاعدة والحوثيين وبقايا ‏النظام السابق وغيرهم وسنصبح لقمة سائغة لقوى خارجية تتربص بنا سواءً وعلى رأس هؤلاء إيران ‏حيث ستتحرك كما تشاء للسيطرة وتعميق الانقسام بين الجارتين الشقيقتين ... ناهيك عما ستجنيه ‏المواجهات من مصائب على المواطنين القاطنين في جانبي الحدود.‏

أعلم أن هناك من الشباب من يتحمس لهكذا نزاع مدعياً أنها فرصة لإرجاع الحقوق خاصة أولئك ‏الذين عانوا من مظالم ولكننا نقول لهم حكموا عقولكم واتركوا العنتريات الزائفة ولا تنسوا تلك المعاناة ‏التي عاناها اليمنيون بعد خروجهم من السعودية في أوائل التسعينات عند دخول صدام إلى الكويت ‏والتي لا زالت آثارها إلى يومنا هذا فالحروب والنزاعات لا تأتي بخير والوضع الداخلي بأي حال من ‏الأحوال لا يسمح بأي نزاعات خارجية .‏

لذا فإننا نهيب بقيادة البلدين معالجة مثل هذه الاشكاليات في مهدها ومنع كل من يحاول العبث ‏بالعلاقات بينهما ، وكذا نطالب من الرئيس والحكومة اليمنية بذل جهودهم للتنسيق واقناع الأشقاء في ‏السعودية بتحسين ظروف اليمنيين العاملين هناك لأنهم سيستخدمون كذريعة وسبب وربما وقود ‏لاشعال الموقف والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها .‏

زر الذهاب إلى الأعلى