[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

رسالة إلى المتحاورين وجميع أبناء اليمن

أبدأ رسالتي هذه بسؤال إلى كل من يصدق أولئك الدعاة إلى العصبية العنصرية المناطقية فك الارتباط الانفصال التشرذم ....وما إلى ذلك من المسميات.

والسؤال هو: هل نظرتم وتمعنتم في وجوه أولئك الدعاة؟ ماذا وجدتم ؟ هل وجدتم فيهم ولو علامةً واحدةً فقط من علامات الخير أو الصلاح وحب الخير لهذه الأمة ؟

أعتقد بل وأجزم يقيناً بأنه ليس فيهم ولو ذرة واحدة من الخير حتى ولو لأنفسهم وأهلهم هم فما بالكم بأمتهم.

إنهم بدعواتهم هذه لا يخدمون إلا أولئك المتربصون بهذا الوطن سواء أولئك الذين فقدوا مصالحهم من العفافيش والبياضيض ومن معهم أو الذين يحملون مشاريع توسعية انتقامية مثل المجوس وأذيالهم من الحوثيون وما إعلامهم الذي يصب من منخر واحد خير دليل على ذلك.

فالمليارات التي نهبت من ثروات ودماء وقوت هذا الشعب الكادح الذي أهانوه عقوداً من الزمن ها هم اليوم ينفقونها لتمزيقه وتدمير هذا الوطن الذي أكلوا وشبعوا وأتخموا من خيراته وانتقاماً من هذا الشعب الذي ثأر لنفسه وأهانهم وأسقطهم من عروشهم بفضل الله تع إلى ,ولعلكم تتذكرون قول الزعيم المخلوع :" بهدم المعبد على رؤؤس من فيه" و كذلك حديثه مع قناة العربية عندما قال بالحرف : ( شمال الشمال لن يكون معهم يقصد مع النظام الجديد وأن الجنوب سيكون مفكك وأن الوسط لن يستطيعوا السيطرة عليه) ها هو الآن يفي بوعوده في الهدم مستخدماً أولئك الذين باعوا أنفسهم وقضيتهم للشيطان وللفرس (المجوس) بثمن بخس دراهم معدودة . ونحن نعلم جيداً وخلال ثلث قرناً بأن " الزعيم" إذا وعد بوعد فيه تخريب إلا وفى به . وما وعد بوعد فيه خيراً إلا حنث ونكث ومكر.

أما الفرس (المجوس) الحاقدين على المسلمين منذ ألف وأربعمائة وعشرون عاماً وتحالفهم مع اليهود والتتار والمغول وكذلك الصليبيون وما فعلوه بالمسلمين إلى الآن غير قليل ،والتاريخ خير شاهد على جرائمهم فإنهم قد وجدوا في جنوب يمننا الحبيب من يحتطب ويوقد نار حقدهم التي لم تنطفئ إلى اليوم وكذلك فقد وجدوا من ينفخ فيها من أذيالهم الروافض في شمال الشمال نفخ الكير والنفير بمساعدة قوية من الزعيم المزعوم وهذا شيئاً مؤكد بحيث أن معظم هؤلاء الدعاة لم يظهروا إلا بعد انتزاع السلطة منه. وإلا فأين كانوا منذ عام 1994م ؟أو حتى 1999م ؟أو لنقل منذ 2007م ؟ أو قبل ثورة الشباب السلمية والتي ضحى فيها اليمنيون بأغلى ما يملكون من أجل إنقاذ هذا الوطن وانقاذ وحدته التي سُرقت في حين غفلة من التاريخ.

ثم إن الذين ينفخون في هذه النار بتعاطفهم المشكوك والمكشوف وتضخيمهم لما يحدث في الجنوب في إعلامهم ومن خلال مظاهراتهم ومسيراتهم أو من خلال كلماتهم المعسولة الممزوجة بالسم والتي يتلونها في مؤتمر الحوار الوطني.

والتي يطالبون من خلالها بالحقوق ورفع الظلم والاعتذار وحق تقرير المصير لأبناء الجنوب وهلم جر من هذه الألحان ودموع التماسيح التي يذرفونها. وكأن اليمنيين لا يعرفون حقدهم ومكرهم, متجاهلين لقضية صعدة و متناسين لما فعلوه بأبناء جلدتهم في صعدة وما جاورها من المحافظات والمناطق وبأبناء الجيش الذين لا ذنب لهم سوى أنهم مسلمين من غير ملتهم وهم ما يفعلون ذلك إلا من أجل تحقيق أهدافهم الخبيثة والتي منها :-
• نقل الصراع إلى جنوب اليمن وأي صراع سيقع لن يكون صراع عادياً فسيكون صراعاً أهلياً داخلياً أولاً وصراعاًً إقليمياً ودوليا ثانياً.
• لفت الأنظار إلى ما سيحدث من صراع في جنوب ووسط البلاد .ليخلو لهم الجو فينفردوا ويتفرغوا لتحقيق الأهداف القذرة لأسيادهم في الشمال ولو استطاعوا تحقيقها في جميع أنحاء اليمن لفعلوا.

ألا أيها اليمانيون فلتحذروا أولئك الدعاة المأجورون فإنما هم دعاة على شفير وأبواب جهنم فلا تطيعونهم فتحترقون بنارهم التي يوقدن لهيبها فتحشرون معهم. ولنترك العصبية والمناطقية والسلالية ولنجعلها تحت أقدامنا ونمضي إلى المستقبل الواعد بالخير إن شاء الله تع إلى .

وفي الأخير لا يسعني إلا التذكير بقول الله تعالى:{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}

فو الله إن لم نشكره على هذه النعمة فلننتظر نقمته وغضبه وبأسه الشديد الذي لا يرد عن القوم الظالمين أنفسهم ولا نعتقد بأن الأجيال القادمة ستغفر لنا إذا ما سهلنا لأعدانا تنفيذ مخططاتهم بل ستلعننا جميعاً وسيلعننا التاريخ , فويل لنا من لعنات التاريخ والأجيال من بعدنا إن نحن فرطنا بوحدتنا ووحدة هذه الأمة التي خصها الله وشملها بنعمته.

زر الذهاب إلى الأعلى