آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

المغترب والاهانات المدمرة.. الخطر المحدق ‏

الذي لم افهمه تفجر الموقف على الحدود بين قبائل يمنية وعسكر الشقيقة السعودية وتفجر ‏مشكلة المغتربين في السعودية في هذا الوقت الذي فيه الفرقاء اليمنيين يجتمعون في العاصمة صنعاء ‏للحوار تنفيذا لمبادرة الخليج لحل المشكلات اليمنية والموقعة في السعودية بمباركة واشراف الملك ‏عبدالله لماذا يحدث ذلك في هذا الظرف بالذات؟ ولماذا هذه القضيتان الحساستان بالذات؟ فهل هناك ‏في البلاط السعودي من يريد افشال المبادرة الخليجية المعززة من خادم الحرمين الملك عبدالله وبالتالي ‏افشال السعودية نفسها في حل المشكلة اليمنية ليتفجر الموقف بين الشعبين هل هناك من يريد توريط ‏السعودية واليمن في مشكلة مدمرة؟

‏ لن يكون من مصلحة السعودية واليمن ان يتحقق لإيران حلمها في استكمال محاصرة السعودية ‏من جهة اليمن والبحر الاحمر فتمكن إيران من اليمن معناه حرب حقيقة ستمتد على طول الحدود مع ‏السعودية ولن يكون الحوثيون وحدهم من سيقاتل بل كل الشعب اليمني المطرود من السعودية واهينت ‏كرامتهم ومزقت اقاماتهم التي دفعوا فيها مبالغ طائلة إلى جانب تلك القبائل اليمنية التي سلبت ‏اراضيها بحجة ترسيم الحدود وهي قصة اصبحت معروفة ومتداولة لدى الشعب اليمني.‏

‏- ان انفجار حرب بين السعودية واليمن أمنية إيرانية كبرى وسعي حقيقي لها يعرف ذلك ‏السعوديون انفسهم ولن تكون لصالح السعودية واليمن على الاطلاق والذي لن يغيب على السعودية ان ‏القبائل المحاذية لحدودها قد اصبح ولاء بعضها للحوثي والباقي ولاؤها للثروات التي في بطن ‏ارضها ولن يكون في امكان المال السعودي شراءهم كما كان في السابق واذا اضفنا إلى ذلك ان الشريط ‏المحاذي للحدود السعودية ترقد تحته ثروات مهولة اصبحت القبائل على علم بها فهي مقيمة فوق كنوز ‏ضخمه سيكون ما تقدمه السعودية من مال شيء لا يذكر فلن يبيعوا ثرواتهم المؤكدة بمال سيكون ‏زهيدا مهما بلغ حجمه.‏

‏- لا أظن ان السعودية لا تعي ان القبائل الزيدية المحاذية لها ليست هي تلك التي كانت بالأمس ‏فإلى جانب ثرواتها الواعدة في اراضيها فقد وجدت سندا كبيرا يتمثل بإيران وبالشيعة في العراق وفي ‏الكويت وباكستان وفي السعودية وفي كل مكان يتواجد فيه الشيعة ومعروف ما يتمتع به الشيعة من ‏ثروات هائلة ومن حقد دفين للسعودية (رمز السنة) فلا ينبغي ان تستهين السعودية بالشعب اليمني ‏فتسفير اليمنيين واهانتهم سيرفع من وتيرة العداء والتعجيل بالحرب التي لا يستطيع احد ان يتكهن ‏بأبعادها الكارثية واؤكد ان الحكومة اليمنية لن يكون باستطاعتها منع انفجار الحرب ولا السيطرة ‏عليها أو التحكم بها.‏

‏- ان الفقر الذي يجتاح الشعب اليمني في المناطق الشافعية منذ ايام صالح ويتفاقم اكثر بسبب طرد ‏السعودية للمغتربين فان ساحة الجاهزين للحرب واسعة جدا جدا فكأن وضعهم كمن ينتظرون لحظة ‏النفير ضد السعودية فالجوع الذي يجتاحهم الذي سيدفعهم دفعا للاحتشاد للحرب بمعنى ان اكثر من ‏مليونين مقاتل مسلح سيمكن تعبئتهم للحرب فما اقوله هنا ليس كلاما مبالغا فيه ولكن مؤشرات الواقع ‏تنبئ بذلك ولا اظن ان السعودية تجهل ذلك.‏

اذا اضفنا إلى ذلك ما يجري على مستوى العالم العربي والانحسار الذي يبدو بوضوح للسعودية ‏في كثير من البلاد العربية بالأخص مصر سيشكل خطرا اضافيا سيعبر عن نفسه على نحو ما واذا ‏عرفنا ان محاولات إيران المستميتة وعرضها الاموال الطائلة لإخراج مصر واليمنمن الازمة ‏الاقتصادية الخانقة وتبني الخليج للفلول المصرية ودعمها لهم تحت سمع وبصر السعودية فان الخطر ‏على السعودية سيتعاظم وتتسع دائرته.‏

من الطبيعي القول ان الحرب ستنعكس آثارها السيئة على اليمن فقد تتناثر وتتجزأ وتصبح في حالة ‏من التشرذم ولكن ذلك لن يوقف الحرب ضد السعودية ومن يدري فقد تكون الحرب على السعودية سببا ‏لجمع الشمل اليمني والذي سيجعل من هذه الحرب حربا مقدسة من نواحي عديدة ولأسباب من اهمها ‏استعادة الكرامة ولقمة العيش واستعادة الاراضي التي تنازل بها صالح وتلك التي فقدت في حروب ‏سابقة ايام حميد الدين ولازال ابناء الجنوب يتذكرون حرب الوديعة.... واجتزاء السعودية جزء من ‏اراضيهم إلى جانب تطلع الحوثيين وإيران للوصول إلى مكة والمدينة ولا اظن ان السعودية تجهل ان ‏انفجار الحرب مع اليمن معناه انفجار الحرب في البحرين وفي المنطقة الشرقية والاحساء وفي نجران ‏وجيزان وستنتعش القاعدة بصورة لم يسبق لها مثيل وستتحرك المعارضة في السعودية بصورة لم تكن ‏في الحسبان فثورات الربيع العربي علمت الشعوب كيف تنتفض وتقاوم فهذه سوريا من كان يتوقع ان ‏يثور الشعب المحكوم بالحديد والنار ويقدم التضحيات الجسام طيلة سنتين فليس من الحكمة ان تفقد ‏السعودية الشعب اليمني والشعب المصري كما فقدت الشعب العراقي والتونسي وربما تفقد الشعب ‏السوري و"انما النار من مستصغر الشرر".‏

‏ متوقع بشكل كبير ان السعودية ستدرك خطورة الموقف وستجهض المؤامرات وتفاجئ الشعب ‏اليمني والسعودي بمواقف جديدة وقرارات قوية تعيد المياه إلى مجاريها وتحقق اللحمة اليمنية ‏السعودية ان شاء الله.‏

زر الذهاب إلى الأعلى