[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

صحافة بلا ضمير

كثيرا ما يقال أن الصحافة هي السلطة الرابعة في مجتمعات تنتهج الديمقراطية ‏والتعددية ‏السياسية ،فالصحافة تجسد حرية الرأي ،وتمارس دورا رقابيا على جميع ‏السلطات الثلاث وفقاً ‏للنظام والقانون ،كذلك تسعى إلى توعية المجتمع ونقد ‏السلبيات نقداً بناءً والإشادة بكل ايجابي ‏وتعريف المجتمع بكل مستجدات الحياة ‏العامة ،فالصحافة فن وذوق ومسؤولية‎ .‎

أنا كقارئ ومتلقي أجزم أن معظم الصحافة اليمنية تسعى فقط إلى، الإفراط في ‏التشهير ‏والانتقام أو التهكم والسخرية نحو الآخر ،وهذا يرجع إلى دوافع سياسية ‏أو حزبية أو شخصية ‏‏.كما دأبت إلى بث وترويج الأخبار التي تنخر وتطعن في جسد ‏هذا الوطن و مصلحته العليا ‏،فغالبا نجدها تتعدى حدود القانون الصحفي وميثاق ‏الشرف،لقد تجرد معظم الصحفيين عن ‏الوطنية ورموا بها خلف الحائط ،لقد اختاروا ‏المصلحة الشخصية الآنيّة، واتباع الأفراد ، ‏وقذفوا بالوطنية والإنسانية خلف ظهورهم ‏،لقد وجدت ان عدد الصحف في اليمن أكثر بكثير ‏من عدد الصحفيين ،ومن ‏المعيب أن من كتب مقالا أو نشر خبرا يدّعي أنه صحفي ،والعيب ‏الأكبر أنك تجد ‏عددا من المواقع والصحف الإخبارية تتناقل الخبر ،أو الموضوع الصحفي ‏بطريقة ‏‏(نسخ لصق)، (إرسل لي وارسل لك )، وما يؤلمنا أننا نجد أن معظم المواقع الإخبارية ‏‏والصحفية والصحف الورقية ،قد صارت وسيلة للدعاية والإعلانات التجارية. وكأنها ‏تقحم ‏المتلقي على قراءة الإعلانات،لا الاستفادة والإطلاع على ما يدور فمن حوله ‏في هذا العالم‎ .‎

لقد صار المواطن اليمني يعيش حالة من الضيق والألم والذعر النفسي وهاجس ‏الخوف ‏والرعب الداخلي ،جرّاء ما تنشره الصحافة والإعلام اللاضمير يين .حتى ‏المغترب اليمني لم ‏يسلم من هذا فتجد هذه الهواجس تلاحقه، وتجعل حياته يحيطها ‏ويكتنفها القلق والألم على هذا ‏الوطن مما يجعله يفكر كيفية التخلص من هذا الوطن ‏المؤلم في الصحافة فقط‎ .‎

يقول أحد الكتاب اليمنيين في حديثة عن الصحافة اليمنية‎‏ : ‏
‎"‎لقد أصبحت كل صحيفة تسعى إلى كل سبق صحفي وليس إلى كل صدق ‏صحفي وإن كان ‏ذلك السبق يفتقر إلى المصداقية، والدقة، وتميل إلى التهويش ‏والتهويل والمبالغة‎".‎

كتابتي ليست من باب التشهير ،والنقد الهدّام ،بل من أجل التصحيح ،وإعادة ‏النظر،من قيبل ‏النقد البنّاء ،لأننا نطمح إلى صحافة متميزة تشاركنا البناء والتنمية ‏،وترسم مستقبل الوطن ‏،وتفضح الفساد والمفسدين ،وتمجد الجميل،تساعد على نشر ‏التسامح والتصالح ،بما يحقق ‏تطلعات الوطن ،‎‏ ‏

ثمة البعض من الصحفيين الذين جسدوا مواقفا بطولية رائعة ووطنية في تصديهم ‏للفساد ‏الأخلاقي والمادي والسياسي والاجتماعي، ودفعوا ثمن هذا العمل وهذه ‏أرواحهم وأموالهم ‏،وتعرضوا للتشهير والمحاكمة والإقصاء ،مثل هؤلاء لهم منا تحية ‏وطنية باتساع رقعة الوطن ‏الحبيب‎ .‎‏ ‏

على الصحفيين أن يحترموا مهنتهم وعملهم ،وأن يحترموا المتلقي والوطن ،وأن ينأوا ‏‏بخلافاتهم ولهثهم وراء الشهرة والمال عن الوطن وأهله .وأقول لهم :الحصول على جائزة ‏‏عالمية ليس من خلا التشهير والتحوير والتشويه والتصحيف والترهيب والتخوين ‏والتعنيف . ‏وإلحاق الضرر بالآخر‎ .‎
شكرا لأنكم تتحاورون.‏

زر الذهاب إلى الأعلى