[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

ماذا بعد رفع الساحات؟

انطلقت الثورة اليمنية في 15يناير 2011 ونصبت أول خيمة في ساحة التغيير في ‏‏20فبراير 2011 وجاء قرار رفع خيام الساحات 8 ابريل 2013 كان الفعل الثوري خلال هذه ‏الفترة هو من وضع الحياة الجديدة في اليمن وأرسى دعائم الحكم الرشيد والتحوّل الجاد نحو ‏الديمقراطية بدماء الشهداء وتضحيات الجرحى والمرابطين، تحقق بفضل الله ثم بفضلهم ما ‏عجز عن تحقيقه الساسة 33عام ، هؤلاء هم شباب اليمن الأبطال صنعوا مجد أمتهم خلال مدة ‏عامين فكانت أحلام الأمس حقائق اليوم مهما أراد أن يصفهم البعض من قيادات الثورة ‏المضادة،ومهما حاول البعض التشكيك في دورهم أو نواياهم.‏

ليس من المفيد الآن البقاء في الساحات لسبب بسيط وهو أن المرحلة تقتضي الانتقال إلى ‏ساحات وميادين أكثر وأعمق من البقاء في الاعتصام وإلاّ ماذا يعني بقاء الثوار في الميادين ‏وبقايا النظام والفاسدون مستمرّون في الوزارات والدوائر والمسئوليات..أليس هؤلاء من كانوا ‏يخدمون الأسرة ويدافعون عنها ويُغطّون على فسادها وعبثها، فهل من المنطق أن نظل في ‏الشوارع وهم في المكاتب

لقد قدّم الثوّار الكثير في الميادين وعلى الحكومة أن تنقلهم إلى ميادين العمل التي حُرموا ‏منها كثيراً وأُقصي منها الكثير رغم كفاءاتهم وإخلاصهم وقدراتهم.‏

يستحق الثائر الذي رابط في خيمته أن ينتقل إلى الوظيفة ليؤدي دوره لبناء اليمن من الداخل ‏بعد أن ساهم في بنائها من خلال ميادين التغيير ... إنكم أيها الثوّار تستحقون الخلود في ‏صفحات اليمن الناصعة تستحقون أن تتبوءوا الأماكن القيادية لتُكملوا المسيرة فأنتم من أخلص ‏لوطنه وقدّم من أجله أغلى ما يملك.‏

ليست الخيمة هي معيار الثوريّة بقدر ما كانت ضرورة ومرحلة من المراحل حين أبا ‏الإستبداد الرحيل إلا بمغادرتنا البيوت وأماكن العمل إلى الساحات ورفع الأصوات ولكن يجب ‏أن يتحول المسار وتتغيّر المعادلة ليكون التحرّك من الخيمة إلى الوزارة والمكتب والمؤسسة ‏وغيرها من مرافق الدولة.‏

من أجبر الثوار على البقاء في الساحات قد رحل ونفي هو وعائلته وأصبح شيئا من الماضي ‏لذلك فإن البقاء فيها بعد كل هذه المراحل التي قُطعت من العبث بالثورة وتضييع الوقت وترك ‏المجال لأتباعه للبقاء يعبثون ويخربون.‏

إن رفع الخيام من الساحات والتحوّل إلى الوسائل الأخرى المختلفة دليل نضج الثورة اليمنية ‏وأن الثوّار يحملون مشروعاً إيجابياً قادرون على تحقيق النهضة والبناء وليسوا عبثاً كما يريد ‏تصويرهم البعض فهم حين خرجوا للساحات يعرفون لماذا خرجوا وماذا يريدون و إلى متى ‏سيظلون، وحين خرجوا منها يدركون إلى أين يتجهون وما هو الدور المطلوب منهم.‏

حقاً إنها ثورة رائعة وشباب أروع يحلّقون بأنفسهم في أعالي الأهداف ويسمون بأنفسهم عن ‏البقاء داخل معترك سلبي لا يحقق نتيجة ولا يترك أثرا.‏

زر الذهاب إلى الأعلى