[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

إغتيال الإعلام.. بداية تصعيد عسكري آخر في العراق!

هيئة الاعلام والاتصالات العراقية توقف ترخيص عشرة محطات فضائية عراقية وعربية عن العمل بذريعة الترويج للعنف الطائفي ، فيما أكد المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء بعدم علم المالكي بالخطوة التي اتخذتها الهيئة إلا من خلال وسائل الاعلام! ، وقال : يبدو أن الهيئة قد تجمعت لديها أدلة لاتخاذ القرار".

يبدوا أن الخطاب الحكومي مُصر على الاستخفاف بعقول العراقيين ، فالهيئة حالها حال المؤسسات الاخرى العاملة في البلاد ، كالقضاء و الانتخابات والجيش ، والقائمة تطول في سرد المؤسسات المتورطة في تثبيت دعائم حكم المالكي وإستفرداه بالسلطة .

يُعد قرار هيئة الاعلام ترجمة حرفية لسياسات التصعيد التي يمارسها نوري المالكي إتجاه المتظاهرين والإعلام الوطني الذي تهمته الوحيدة أنه ينقل ما يدور من أحداث في الساحة العراقية كما هي ويوصل معاناة الانسان العراقي إلى العالم ، ثم ان كان المالكي مستاء من الاعلام الذي ينقل ما يدور في العراق ينبغي عليه أن يدرك جيداً أن الحدث يصنع الخبر وليس العكس ، بمعنى آخر ، أن ممارسات الحكومة على كافة الصعد والمستويات وردود الافعال الشعبية عليها جميعها تشترك في صناعة المادة الإعلامية وصياغة الخبر ، أما الصياغة الخبرية في العموم يُمكن تطويعها لصانع الخبر والخلفية السياسية التي ينتمي إليها ، لكن المادة الصورية والفيديو من الصعب جداً أن يتم التلاعب بها طالما تكون خالية من المؤثرات التقنية المعروفة في وسائل الاعلام ،كعملية الاعدام التي قامت بها القوات الحكومية لمتظاهرين في الحويجة!، فما يجري في الساحة العراقية وتنقله تلك الفضائيات المعروفة التي شملها قرار "الإغتيال" كالشرقية ، التغير ، الفلوجة ، الجزيرة ، صلاح الدين " فهي نقلت الصورة بمصداقية عالية عما يجري في الشارع العراقي وساحات الاعتصام ، لكن يبدوا ان الحكومة لا تريد سوى ان تسمع لصوت تلك الفضائيات المحسوبة على أحزابها وميليشياتها وتريد أن تستأصل الرأي الاخر بشتى الطرق والوسائل.

تذكرنا حادثة "الاغتيال" تلك بما حدث للاعلام العربي في الدول التي طالها التغيير أثناء الثورات الشعبية في مصر وليبيا وما يحدث اليوم في سوريا من اغتيال إيراني منظم بأداة سورية للاعلام الذي ينقل المجازر التي تقودها عصابات الاسد.

ان الخطوة التي اتخذتها هيئة الاعلام ومن وراءها المالكي هي بداية لتصعيد عسكري جديد تقوده الحكومة على ساحات الاعتصام وضد المتظاهرين ، فهي عملية تفسر نية الحكومة بحجب الاعلام عن نقل صورة ما يحدث وما سيحدث خلال الساعات والايام القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى