[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

ظاهرة الملتقيات الشبابية

في الآونة الأخيرة ظهرت وانتشرت على السطح المجتمعي ملتقيات شبابية كثيرة بمختلف ‏المسميات والشعارات، وهذه الظاهرة ليست ظاهرة صحية على الإطلاق في نظري بل هي ‏من تجزئة المجزأ وتفرقة المتفرق، وتشتيت للجهد الشبابي، وبث الفرقة والاختلاف بدلا من ‏المودة والائتلاف بين أوساط الشباب..‏

كل فئة وجماعة كبرت أو صغرت لها ملتقى، بخلاف الفئة الأخرى، حتى أصبح في كل حي ‏أو حارة سكنية أكثر من ملتقى في تداخل واضح في النشاطات والاهتمامات والخدمات، كل ‏يريد إسماع المجتمع صوته بأنه موجود على الساحة في عملية استنساخ متكررة ومتوالدة، كل ‏ملتقى بما لديهم فرحون، وإنهم قد أصابوا الغاية من ملتقاهم..‏

‏ واغلب هذه الملتقيات - في نظري- لم تقم على خدمة المجتمع بداية وغاية إلا النزر اليسير، ‏بل على أهداف وطموحات سياسية بشعارات ولبوس خدمية تقدم للمواطن لتمرير المشروع ‏السياسي والحزبي والأيدلوجي الخفي الخاص بها، وفي حقيقة الأمر لا وجود فعلي وكياني لهذه ‏الملتقيات بين أوساط المجتمع لعدم التواصل الفعلي والحقيقي والوجودي بينها والمجتمع، ‏وبالتالي نراها - أي هذه الملتقيات الشبابية - تبرز نفسها وشعاراتها عند وجود مناسبة أو ‏ظاهرة بارزة في المجتمع ليكون لها بمثابة الولادة الحقيقة والإشهار الفعلي والحضوري ‏للاستفادة القصوى من استغلال المناسبة والحدث المجتمعي لتوظيفه لصالحها دعاية وإعلان ‏ليس إلا..‏

و المفروض والمرتجى والمأمول إن تكون هذه الملتقيات رعاة حقيقة للحدث خدمة للمجتمع ‏في تقديم الغالي والنفيس في سبيل هذه الخدمة الإنسانية وليس إبرازا للذات على حساب آلام ‏وآمال وتطلعات المجتمع وحتى لا يطول بنا المقام ويضيع من أيدينا الزمام في توصيف هذه ‏الظاهرة وبالمثال يتضح المقال، رزأت حضرموت مؤخرا بموت الشيخ الجليل/ عوض بن محمد ‏بانجار شيخ الدعاة انزله الله دار الإبرار، نظمت رابطة دعاة حضرموت ندوات لتأبين الشيخ ‏والتعريف بمنجزاته وآثاره في تنافس محموم مع اللجنة العلمية بجمعية الحكمة التي سبق وان ‏نظمت ندوة مماثلة..‏

و لكن الملفت لنظر المتأمل إن راعاه رابطة دعاة حضرموت لهذه الندوات واللقاءات جاءت ‏على النحو التالي بمسميات لملتقيات شبابية هي ملتقى الارتقاء، ملتقي بصمة شباب، ملتقى ‏يقظة شباب، ملتقى دروب شباب، ملتقى شباب الروضة، ملتقى مفاتيح الخير، ملتقى ‏الإبداع،ملتقى شباب المستقبل ملتقى شباب الحوطة، ملتقى طموح الغد، ملتقى العقيد حسن ‏عبدالله برجف، ملتقى شباب كثيبة، ملتقى طموح .‏

أغلب هذه الملتقيات طاهرة صوتية لم يسمع بها أحد من قبل أرادت الظهور على السطح أين ‏هي من الخدمات المجتمعية لفئة الشباب مقصد نشأتها إن كانت شبابية بحتة، ومشاكل الشباب ‏كل يوم في ازدياد، أم أن وراء الأكمة ما ورائها، نرجو إثراء هذا المقال والموضوع بالتداخل ‏الرزين والموضوعي من أصحاب الاختصاص في هذه الملتقيات، ومن الأقلام الجادة، من ‏مثقفين وكتاب وساسة، وضع النقاط على الحروف دون ما مواربة ولا إجحاف تحريرا ‏للمصطلحات والمسميات وتنويرا للعامة والخاصة .‏

زر الذهاب إلى الأعلى