[esi views ttl="1"]
شعر وأدب

أغنية لطفل الرصيف

ذابلة عيون الأطفال في الزبيري

ذابله ذابله

وهي تغفو جائعة على الرصيف

ومؤسفة تلك الروائح المنبعثة من المطاعم

تحشرني ملح الصغار يا أبي

ليتني كسرا من الخبز المبلل بحوزتهم

أو قالب حلوى ينتظرهم في القاع

هناك على أرضية من الحجر الجيري المتسخ

يذكرني بالصفيح والنامس

حيث يلتحف الألم أجساد الأطفال كالجدري

"أمام الله والمارة القاسيين "

ليتني لعبة مدهشة

في أصابع طفل يتيم

أو دمية ملساء من الشمع

يتسلل منها فرح الصغار والمحرومين

ومن النوافذ المهترءة

يخرج الصخب والضوء

إلى ممرات ضيقة تنتج الملل والدوار

حيث قرع نعال المشعوفين

تتسكع شاردة في الخوف

كم أتمنى أن أصير البلاط المجذوم

قرب طفل الرصيف

أو كومة من الضوء المتسلل خلسة من عيني

شابة عائدة من لقاء عاطفي

تقرأ وجهه تناهيد أغنية مشردة

هذا الطفل القابع طوال المساء في الصقيع

لا يسخطه الرصيف

يسخطه المارة

وتألفه الأبنية

حان لي أن أكونه يا أمي

فكل من حولي غرباء

يتبادلون أدوارهم

لرسم مدينة لم تأت بعد

مرة بالدم

ومرة باشتهاء الرغيف

ونحن لا نعرف عنها سوى أننا غرباء

في انتظار نضوج السنابل

والسنابل ما زالت الآن

عالقة في الحقول .

زر الذهاب إلى الأعلى