[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الكهرباء ألم يطول وهم لن يزول

لا حياة لمن تنادي أيها الشعب المكلوم، المسألة بإختصار أن المسؤولين حقنا يمتلكون مولدات لذلك لا يشعرون بإنقطاع الكهرباء، ولا يهمهم إنقطاعها وإذا ناشدت أو صرخت بأعلى صوتك لن يسمعوك.

لأنهم مطمئنين قصورهم مضائة وأصوات المولدات أفقدتهم السمع تماماً والغريب أنك لو جلست مع أحد هؤلاء تجده يناقشك عن السفريات، وغلاء اسعار الفنادق في هذه الدولة أو تلك وعن أماكن الإستجمام فيها، وذكرياته التي عاشها فيها، وإذا أجبرته أنت بالحديث عن الأمور السياسية ستجده يتكلم عن دول أخرى أيضاً يتابع أحداثها من خلال شاشة البلازما الكبيرة التي تملأ جدار ديوانه.

ليعود إلى نفس المحور الأول الذي بدأ به النقاش فيستشهد من خلال كلامه بالأماكن السياحية والتطور العمراني ووسائل الترفيه في تلك البلدان، والأغرب أنه إذا تكرم بالخوض في أمور الوطن الذي نعيش فيه سيرمي باللائمة على النظام السابق، وأننا في مرحلة إنتقالية والشعب هو سبب كل هذة المصائب والنكبات التي يسمع عنها، ويكتفي بقراءتها من خلال الرسائل القصيرة التي ترد إلى جواله الجميل المؤطر، ولا يدري في نفس الوقت أن الشعب في نفس اللحظة يعاني من أنقطاع التيار الكهربائي منذ أيام وإذا أخبرته يرد بكل برود.

والله أنهم مبسوطين يسلموا من وجع الراس وضجيج الإعلام الذي في رأيه سبب له الأرق والسهر، ونسي هذا المسؤول أن هناك من يعاني جراء إنقطاع هذا التيار، وتحديداً إخواننا في المناطق الساحلية والحارة التي لا يستطيع الإنسان فيها أن يستغني عن التيار الكهربائي لساعة واحدة ناهيك عن أيام نظراً لإرتفاع درجة الحرارة .

بل أن أصحاب المحلات التجارية يدفعون ثمناً باهظاً نظراً لتلف المواد الغذائية التي تعج بها ثلاجات المحلات، ويضطرون لرميها في براميل القمامة دون ثمن، ومع ذالك تأتيهم فواتير الكهرباء نهاية كل شهر دون إنقطاع فهي الحاجة الوحيدة من هذة الوزارة المقرفة والمتهالكة استمراراً في الوصول إلى المواطن دون إنقطاع.

والغريب أننا رغم كل هذا الصبر وهذا العذاب لم نرى أي تصريح لرئيس هذة الدولة أو حتى رئيس وزرائها يظهر فيه إستيائه ويطمئن الشعب من خلاله على الخطوات التي قدتمت أو الإجراءات التي يجب أن تتخذ حيالها ويكتفي بإستقبال وتوديع الضيوف وإرسال برقيات المواساة والعزاء لمن فقدوا وما أكثر من فقدوا ولا يعرف الشعب عنهم شيئاً لأنه غارق في الظلام ؟

لذالك في إعتقادي أن المسافة الموجودة بين هذا الشعب وبين حكومته تقاس بحجم عدد المولدات التي إشتروها من خزينته وتضاء بها تلك القصور فلو أطفأت ستجدهم أول من يبادر وأول من ينزل إلى مكان إنقطاعها بدلاً عن الجيش والأمن الذي لم نسمع عنه إلا في نشرات الأخبار المملة والمضللة .

زر الذهاب إلى الأعلى