[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

شهيد.. ولو افتراءً على الاقدار !

في سماء الستين تبدو من بعيد وللوهلة الاولى لوحة إعلانية عادية لكنها ليست كذلك فهي لوحة لوثن جديد عليها من التسميات والصفات حدث ولا حرج .. الشهيد , القائد , الزعيم ووو .. ومن الشعارات ما يجعلك تتخيل لوهلة ان الرجل قد مات في واحدة من معارك نصرة واسترداد الأقصى أو الحروب الصليبية .

وقبل ان تدخل في اجواء المعارك والحرب بين الكفار والمسلمين والمسلسلات الاسلامية والسيوف والمنجنيق والأحصنة والرماة والأصنام وحرّبة وّحشي في فيلم واسلاماه.. تتضح لك أخيراً معالم ذاك الشهيد ...إنه حسين بدر الدين الحوثي رجل إيران في صعده الذي سقط قتيلاً في واحدة من الحروب المجنونة التى خاضها تحت راية (صرخة الموت) التي راح ضحيتها الآلاف من جنودنا والكثير من أهل صعده الابرياء.

لم يزر الموت الذي دعا له ذاك القائد أمريكا أواسرائيل لكنه زار تقريباً كل بيت في صعده وأدمى قلب كل من دفع ثمن غفلة النظام السابق عن نذير الشؤم ذاك إما بموت محقق أو إعاقة دائمة بألغام الصرخة التي مازالت تنفجر حتى اليوم بالأبرياء ولم تزلزل صرخته المدوية إلا بيوت البسطاء في صعده .

الشهيد المزعوم كان قد قتل وهو يحارب أخوته في الملة والدين والهوية , مات وقد غرس خنجراً في خاصرة الدولة والأمة , مات بعد أن أوجد كياناً سيعمل على تقويض أركان الدولة ممثلاً في الإصرار على ان يكون حزب الله آخر يهمش الدولة ويقوضها تماماً كما هو الحال مع الدولة اللبنانية اليوم .. برأيي عليهم أن يكونوا ممنونين جداً اليوم للثورة وأهدافها فلولاها لما فعلتموها والمستقبل بالنسبة لكم هو في خيار التماهي في الثورة وهدفها الأسمى وطن يتسع للجميع لا خيار الارتهان للخارج وإعادة المشروع الكهنوتي المنبوذ والألقاب والتقسيمات بين الناس (سادة وعبيد ) أو التحالفات المشبوهة مع عدو الامس حليف اليوم .

الغريب حقاً أن تعلو تلك اللوحة الاعلانية شارع الستين في الوقت الذي ما زالوا يترصدون فيه صور شهداء فبراير والمخفيين قسراً ويرفضون أن تكون صور شهداء فبراير على سور حديقة 21 مارس المزمع اقامتها على مقر الفرقة الاولى مدرع عذراً شهدائنا الأبرار فوحده المال ..من يجعلهم في غفلة عقل شهداء , ووحده المال من يجعل منهم ولو افتراءً على الاقدار شهداء حتى وإن فارقوا الحياة على فُرُّشِهم محاطين بالمرافقين .

على شوارع الموت العبثي وأرصفة الانتظار والانتصار للمواطن وللروح التي حرمها الله مازلنا مع خناجر أخرى في خاصرة هذا البلد ننتظر النهاية والقصاص العادل لقتلة الشابين أمان والخطيب لكن تصريح الشيخ جاء وللأسف كمن يصب الزيت على النار .. لذا أصبح لزاماًاليوم على كل مواطن مازال يحترم آدميته ويؤمن بمبدأ المواطنة المتساوية أن لا يصمت عن دمهما وإلا فالمغدوران لن يكونا آخر ضحايا مواكبهم الملعونة وأعراس الدم تلك في ظل تقاعس الجهات الرسمية وغياب الرد الشعبي المناسب .

*همسة :
من باب الاجتهاد وخبط الفتاوى ... وحرصاً على أرواح مواطن درجة ثانية ..وسكينة مواكبكم أفيدونا مشائخ الـ13 مليار .. ما حكم (التفحيط والتخمييس )أمام موكب فضيلتكم ؟

زر الذهاب إلى الأعلى