[esi views ttl="1"]
شعر وأدب

ذلكَ يَومُ الخُرُوج

سيرة ذاتية لثورة الربيع اليمني

نَعَمْ.. تِلكَ أُمِّي, و هذا أبي
و هذا أخي (أحمَدُ الأرحَبي)

نَعَم.. ذاكَ طِفلِي, وتِلكَ ابنَتِي
و هذا أنا, جِئتُ مِن مَهرَبِي

و ذاكَ ابنُ عَمِّي و ذاكَ ابنُهُ
و ذا صاحِبي (خالِدُ الشَّرجَبِي)

و ذَاكَ الذي يَبتَنِي خَيمَةً
(جُهَيْمَانُ) فِي ثَوبِهِ اليَعرُبِي

و هَاتِيكَ أروَى التي هَاجَرَت
و عَادَت إلى بَعلِهَا (المَحنَبي)

و هذي (خُلُودُ) التي باعَهَا
أبُوهَا فَغصَّت و لم تُنجِبِ

و مِن خَلفِهَا لاحَ أعمَامُهَا
(سَعِيدٌ) و (سُفيَانُ) و (المَرقَبي)

و تِلكَ التي شَاخَ عُكَّازُهَا
بِلادِي (بِعَزمِ الشَّبَابِ الأبِي)

و إنَّا جَمِيعاً إلى ثَورَةٍ
يَمَانِيَّةِ الحُلْمِ و المَطلَبِ

خَرَجنَا كِبَارَاً كَأنَّ الضُّحَى
نَبيٌّ و إنَّا أجَبْنَا النَّبي

خَرَجنا طِوَالاً نَرَى ظِلَّنَا
سَحَابَاً مِن البَحرِ لَم يَشرَبِ

و كُنَّا نَرَى المَوتَ أنشُودَةً
عَلَى مَوجَةِ الوَهمِ لَم تَركَبِ

نُغَنِّي و فِي حَلقِنَا غُصَّةٌ
و نَبكِي بُكَاءَ الأبِ المُغضَبِ

و كُنَّا إذا دَاهَمَتنا الفُلُولُ
لَجَأنَا إلى (مَخبَزِ الشَّرعَبِي)

و إنْ حَاصَرُونَا خَرَجنَا لَهُم
مِن الخَلفِ كالعَاصِفِ اللَّولَبِي

وكُنَّا صَبَاحَاً نَؤُمُّ الضُّحَى
و نَمتَدُّ كالظِّلِّ فِي المَغرِبِ

صَبَاحُ المَسَرَّاتِ يا مَوطِنِي
(أفَقْنَا عَلَى فَجرِ يَومٍ صَبِي)

********************
و مَرَّت شُهُورٌ .. إلى أنْ دَهَت
بَنَاتُ الدُّجَى مُهجَةَ المَوكِبِ

و مِن (مَلعَبِ الثَّورَةِ) اقتَادَنَا
دُجَاهَا إلى "ثَورَةِ المَلعَبِ"

و مَرَّت بِنَا فَوقَ جَمرِ الغَضَى
و نُمْنَا عَلى فَرشِهَا الأجرَبِ

و عُدْنَا , و عَادَ الصِّرَاعُ الذي
يَرَى قَوْلَةَ الفَصْلِ لِلأجنَبِي

و مِن بَعدِ حُلْمِ الرَّبيعِ انتَهَى
بِنَا السَّيرُ لِلحِزبِ و المَذهَبِ

فَلِلهِ لِلهِ مِن عَودَةٍ
بِهَا أذَّنَ الدِّيكُ لِلثَعلَبِ

6 /6 / 2013

زر الذهاب إلى الأعلى