[esi views ttl="1"]
شعر وأدب

يا شام يا قبلة الهوى

أْلم تسكني قلبَ المُحِبِّ وعينَه
فصارَ به حزنُ الذي تشتكينَه

ألم تُصبحي يا (شامُ) يا قبلة الهوى
لكل محبٍ زاده ومَعِينه

وكنتِ لنا وجهَ العروِبة كلما
أَشَعَّ تَمَنَّى الشمسُ أنْ لو تكونَه

وكنتِ بماضي الدهر حصنَ خلافةٍ
بها نصَر اللهُ العبادَ ودينَه

وفيكِ سما للمجدِ صرحٌ مُخلدٌ
يُرى كلُّ مجدٍ دونه كان دونه

وفيك زها عهدٌ وفيك حضاٌرةٌ
وفيك نرى من كل شيئٍ حَسينه

فحال عليك الحال فارتد َّ ناقماً
وها هو منك اليوم يشفي ضغينه

وشرُ زمانٍ أن يُرى فيه حاكمٌ
يُسمى به " أسدٌ " يهدُّ عرينَه

وللشعب بالتنكيل مدَّ شماله
وبالجبن للأعداء مدَّ يمينه

ويركعُ للعادي ويرغم شعبه
يمارونه يفدونه يعبدونه

أحال صروح المجد في الشام صفصفاً
ودكَّ بها أسواره وحصونه

ولم يَرْعَ فيها أي َّ إلٍ وذمةٍ
وباَعد بينَ الشعب قتلاً وبينَه

وقد مات فرعونٌ وخَلَّف بعده
لكل زمان ٍ مثله وقرينه

تَئِنُّ " دمشقُ " اليومَ من جور ظالمٍ
يزاول ُ فيها ظلمه وجنونه

على جثث القتلى يبيت ويزدري
ويركب في بحر الدماء سفينه

ويسمعُ ندبَ النائحاتِ فينتشي
ويُكْثِرُ منه وقعه ورنينه

طغى في بلاد الشام فرعونُ عصرِه
فصيَّرها أجداثه و سجونه

تَجَرَّد من إنسانه في فؤاده
فلم يكترثْ إبليسُ من أن يَدِيْنَه

فأين النهى إن لم يكن لك وازع ٌ
من الله، ؟ أين الصدقُ ؟ والرشدُ أين هوْ ؟

ومهما يَهُنْ شعبٌ بقبضة حاكمٍ
فلا بدَّ أن يلقى المُهينُ مُهِينَه

ومهما علا لا بدَّ يوما بأن يُرى
بمجرى الأذى كالجرذ يدني جبينه

زر الذهاب إلى الأعلى