[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

لا صقور.. لا حَمَائِم في المؤتمر!

- "البعض ترفعه الخطئة.. والبعض تسقطه الفضيلة".مقولة منسوبة للشاعر الانكليزي وليم شكسبير..

- في منتصف عام 1987م- عقب عودتي من الدراسة والتحاقي بالعمل الوظيفي بمكتب رئاسة الوزراء.. كنت أحرص على حضور بعض جلسات "القات" لغرض التأقلم بعد غياب طويل عن الوطن.. ثم وهو الأهم- لمعرفة بعض أوضاع وظروف الوطن آنذاك من خلال ما كان يطرح للنقاش من بعض الشخصيات التي كانت ترتاد تلك الجلسات.. والتي منها الطيب الذكر الأستاذ الفاضل/ عبدالستار الشميري.. والذي كان يومها يشغل منصب نائب مدير معهد الميثاق الوطني.. (ليت شعري أين هو اليوم؟!!).. ولأن الجوانب السياسية والفكرية كانت هي التي تطغى عما عداها بالنقاشات التي كانت تطرح.. فلربما تأكد الأستاذ/عبدالستار بحاسته السادسة عدم إنتمائي الحزبي.. لا في السر كما كان هو السائد حينها.. ولا في العلن كما كان يُعرف عن بعض عِلّية القوم- ومنهم من كانوا يرتادون تلك الجلسات.. رغم تصنيفي فيما بعد.. بحكم علاقاتي المتنوعة أو بحكم عملي الوظيفي.. أو بهما معاً.!! وربما عرِف الأستاذ عبدالستار جوانب أخرى عني- خاصة عبر بعض مشاركتي بما كان يطرح في النقاش الذي كان حاضراً فيه.. ليوجه لي الدعوة للتدريس بمعهد الميثاق الوطني.. والذي كان لا يتطلب تفرغاً كاملاً.. بقدر ما يتطلب توفير شرطين إثنين- أحدهما عدم الإنتماء الحزبي.. والآخر موافقة أمين عام المؤتمر الشعبي العام والذي كان هو الرئيس السابق علي عبدالله صالح نفسه.. ووافقتُ دون تردد.. لتأتي الموافقة الرسمية عبر خطاب موجه لي من الأستاذ/ محمد عبدالله الجائفي وزير التربية والتعليم الأسبق ومدير معهد الميثاق الوطني..وباشرتُ التدريس لمادتيّ "فن الخطابة" و "الحرب النفسية" بجانب عملي الرسمي.. من عام 1987 وحتى بداية عام 1990م وعبر دورات لا تزيد كل دورة عن عشرة أسابيع وبمعدل ثلاث دورات في العام على ما أذكر!.

- وبقدر مفاجأتي بنوعية بعض الزملاء المدرسين ممن كانوا يشغلون مناصب وزارية وقيادية ومن بعض كبار السياسيين والأكاديميين.. والمعرفون بإنتماءَتهم الحزبية لدى الخاص والعام..! بقدر مفاجأتي أيضاً بنوعية معظم الدارسين ممن كانوا يمثلون مختلف التوجهات السياسية والثقافية والإجتماعية وبعض الوجاهات المعروفة.. إضافة إلى قيادات إدارية مدنية وعسكرية وأمنية ومن كل محافظات شمال الوطن قبل الوحدة.

- وكم كان جميلاً إلتزام أولئك الدارسين بتعليمات المعهد.. بما في ذلك دخول بعضهم وهم مجردون من حراساتهم ومن سياراتهم الفارهة.. التي تظل منتظرة لهم خارج بوابة المعهد!.. ثم وهو الأهم إستعداداتهم النفسية والذهنية للدراسة.. والحرص على الاستيعاب والتلقي!..
- أجل.. كانت تجربة مثيرة وثرية بالنسبة لي إضافة إليّ مميزات عديدة لن أنساها.. والتي منها بناء علاقات شخصية بمعظم الدارسين لا تزال بعضها قائمة حتى اليوم.. رغم بلوغ بعضهم مناصب سياسية وقيادية.. لا زلتُ مستغرباً منها وسأظل..؟! وإن تكرر الاستغراب من عدم بلوغ البعض الآخر رغم توفر العوامل المساعدة حسب فهم أمثالي؟!..

- وكانت العلاقة بين بعض المدرسين ببعض الدارسين بين مد وجزر .. ولا بأس من التذكير هنا بإنموذجينإثنين .. أحدهما .. ماحدث بين الاستاذ عبدالملك منصور الذي كان يشغل منصب نائب لوزير الاوقاف والإرشاد وبين احد الدارسين الذي كان يُعتبر من كبار وجهاء ومشائخ مأرب بسبب تفسير لبعض جمل بالميثاق الوطنيعلى ما اذكر.. ليتطور التلاسن والتراشق بين الاثنين ويصل الامر إلى تشنجات وتحديات اوشكت أن تصل إلى ما لا يحمد عقباه .. لولا تدخل بعض الدارسين ثم تدخل ادارة المعهد لينتهي ما حدث لصالح الدارس رغم ان الحق كان للمدرس ؟!!

- والأنموذج الآخر .. تمثل بتنبؤ مبكر من قبل الأستاذ أحمد العماد –رحمه الله- بمصير المؤتمر الشعبي العام وبمعهده.. حينما رد على استفسار بعض الدارسين بإحدى محاضراته عن مستقبل المؤتمر الشعبي العام من خلال جملة قام بتسطيرها بخط كبير وواضح على السبورة هي: (( معهد الميثاق واللجنة الدائمة .. كلجنة التصحيح في الخاتمة !)).. واحسبه- رحمه الله- تعمد ذلك .. مما ادى إلى رد فعل غاضب ضده .. وصل إلى توقيفة على التدريس حسب علمي !.. وان لم اتذكر اليوم- هل كان ذلك التوقيف مؤقتآ ام دائمآ ؟!

- كان لابد من تذكير ما قمتُ بسرده آنفا لصلة ذلك بعنوان هذه (الدردشة)!!
- ولذا .. فإنه يمكن القول أن القاسم المشترك الذي كان يجمع بين الدارسين والمدرسين بمعهد الميثاقالوطني حسب الظاهر المُعلن رغم التوجهات المتباينة .. هو تحريم الحزبية والتعددية السياسية .. وبصورة يعجز الوصف عن وصفها .. وحصر الانتماء ب المؤتمر الشعبي العامليس كحزب وإنما كتوجه كما عبر عنه الميثاق الوطنيوأدبياته ؟!.. ومع ان الظروف والاوضاع المحلية والاقليمية والدولية السائدة آنذاك قد تعطي بعض المبررات في حضر التوجهات الحزبية المُعلنة ..ولأهداف مستترة ومعلنة .. منها اوضاع داخلية والحرص على الوحدة الوطنية كما هو الحال في اليمن بذلك الوقت !! الا ان هدف تحريم الحزبية وحصر الانتماء ب(المؤتمر الشعبي العام) كان ينحصر في خدمة النظام السياسي القائم آنذاك .. وإخضاع (( الميثاق الوطني )) ومعهده وما يمثل من توجهات وأدبيات لتحقيق هذا الهدف !

- ثم وهو الاهم .. الحرص على اخضاع وذوبان التوجهات السياسية والحزبية الاخرى التي كانت موجودة بصورة علنية غير رسمية وبصورة مستترة للمؤتمر الشعبي العام ذاته باعتباره كان بمثابة (( مظلة )) للجميع ؟! وهو ما دفعني شخصياً إلى التمسك اللا محدود بالاستقلالية الحزبيه اشد من ذي قبل ! ليس خوفاً حينها ولا توافقاً مع ما كنت اعايشه .. وإنما إيماناً بصعوبة وجود احزاب سياسية حقيقية وفاعلة في مجتمع كمجتمعنا اليمني سواء في تلك الفترة أو فيما بعدها !!

- وان انسى فلن انسى هنا حينما تواصل معي تلفونياً بعد الوحدة مباشرة الدكتور احمد محمد الاصبحي – يطلب مني العودة إلى التدريس بمعهد الميثاق الوطني .. في دورة مخصصة لبعض الوافدين إلى صنعاء من ابناء المحافظات الجنوبية ممن انخرطوا بعد الوحدة بالمؤتمر الشعبي العام .

- ولان من اهم شروط إعادة الوحدة – حسب اتفاق قيادتي الشطرين المُعلنة – قيام نظام سياسي يقوم على الحزبية والتعديدية السياسية .. فقد سألت الدكتور الاصبحي هل طريقة التدريس بالمعهد قبل الوحدة هي نفسها بعدها ؟! أجابني –رعاه الله- بالنفي!! مضيفاًأن الوضع يختلف عما كان عليه قبلاً .. وظل يشرح الكثير من المستجدات ..فاعتذرت له بكل أدب .. وأكدتُ له صعوبة القول للدارسين بأهمية التوجهات الحزبية والتعددية السياسية .. بينما كان القول قبل بضعة أشهر ينحصر بتحريمها !! ليكون اعتذاري آنذاك ودون ان يكون للدكتور الاصبحي أي دور فيه سبباً لإلغاء مكافأة شهرية كنتُ اتقاضاها أسوة بزملائي المدرسين – والتي كانت يومها مع قلتها تغطي جزءً كبيراً من نفقاتي الأسرية والخاصة .

- إن ما اود قوله هنا .. وما لأجله قمتُ بسرد ما سطرته آنفا والذي طال دون قصد .. هو ان ما يسمى ب ( المؤتمر الشعبي العام ) لم يكن حزباً سياسياً .. ولم يكن الهدف من تأسيسه عام 1982م أن يكون كذلك!! وإنما كان كما هو معروف لدى الخاص والعام مجرد تجمع لكل الحزبيين من اقصى اليمين إلى أقصى اليسار ولكل السياسيين المستقلين والأكاديميين بجانب احتضانه لبعض المشائخ والشخصيات والوجاهات القبلية ولبعض القيادات العسكرية والأمنية ورجال مال وأعمال وغيرهم .. وربما كانت هذه التركيبية العجيبة والتوليفه غير المتجانسة التي يتألف منها المؤتمر الشعبي العام .. ربما كانت مناسبة للأوضاع والظروف العامة عند تأسيسه لكنه ظل كذلك بعد انتهاء تلك الاسباب وتغيير الظروف والأوضاع عقب إعادة وحدة الوطن اليمني وانتهاء الحرب الباردة وما بعدهما- حيث باتت بعض الاحزاب اليمنية تعمل بالعلن .. بعد ان ظلت تعمل بالسر أو عبر المؤتمر الشعبي العام ولو على مستوى أفراد ممن ينتمون إلى هذه الاحزاب مثل: (البعث)و (الوحدوي الناصري)و (الاخوان المسلمون-"التجمع اليمني للإصلاح") فيما بعد ..والذين كانوا منضوين تحت جبة المؤتمر بصورة أكبر وأظهر من غيرهم بل كان لهم الدور الأبرز في ظهور المؤتمر الشعبي العام.. خاصة عبر المساهمة الفاعلة في أدبيات الميثاق الوطني... الخ.. كما ظهرت أحزاب يمنية لأول مره.. بينما كان الحزبالاشتراكي اليمني يُعد حزباً بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى قبل الوحدة وبعدها- فقد كان حزباً حاكماً كما هو حال حزب "البعث" في العراق وسوريا.. وحزب التحرير في الجزائر-مثلاً .. وهو عكس "المؤتمر الشعبي العام" تماماً!!.

الذي كان من المنتظر بعد الوحدة- وبعد انصراف أهم مؤسسيه وأعضائه إلى أحزابهم الحقيقية.. أن يتحول إلى حزب سياسي حقيقي.. عبر تغيير بعض أفكاره وتوجهاته وأهدافه.. والحرص على حصر الانتماء إليه بمن يؤمنون بها.. خاصة وأن القائمين على المؤتمر باتوا أمام أحزاب منظمه- بفتح الظاء المشددة- وباتت تعمل بكل حرية وعلنية..
- لكنه ظل دون تغيير.. معتمداً بالاستمرارية والبقاء على ارتباطه الوثيق برئيس مجلس الرئاسة آنذاك ثم رئيس الجمهورية فيما بعد.. مع ما يمثل ذلك من استمرارية للمغانم.. ثم على بقاء بعض الشخصيات والوجاهات الاجتماعية فيه والتي كانت لا تزال شبه معتبره لدى الناخبين لتكون بجانب عوامل أخرى عديدة ليس هنا محل لذكرها!!
من أسباب حصول المؤتمر في انتخابات عام 1993م على المرتبة الأولى!! وليس بسبب برامجه أو منطلقاته وأهدافه الحزبية كما هو حال بقية الأحزاب اليمنية التي خاضت تلك الانتخابات..

- ثم - بعد حرب عام 1994م المشؤومة.. وما طرأ على الحزب الاشتراكي اليمني من ضعف وتشتت بسببها بجانب ما آلت إليه الحرب من انفراد شبه مطلق بالسلطة.. بدأ المؤتمر الشعبي العام مرحلة الاستقطاب والاستنساخ.. حينما ظلت عوامل الاغراء المادي والوظيفي من أهم دوافع النزوح إليه.. ليصبح بمثابة ملجأ القاصدين لتحقيق مشاريعهم الصغيرة والآنية.. ودون تحري ولا تمحيص!! بل وصل الغرور بحزب المؤتمر إلى القيام بتقزيم وتهميش معظم الأحزاب اليمنية.. وصولاً إلى استنساخها لتنال معظمها نصيبٌ من هذه الأعمال غير السوية من قبل المؤتمر الشعبي العام!.. باستثناء حزبيّ الاشتراكي والإصلاح اللذين سلما إلى حدٍ ما من الاستنساخ رغم محاولة المؤتمر المستميته.. وما ذلك إلا لأن الحزب الاشتراكي اليمني رغم المصائب والمصاعب التي لحقت به خاصة بسبب حرب عام 1994م بجانب ما تعرض لها من تصفيات وحرب مستترة ومعلنة قبل الوحدة وبعدها.. والتي لو حدث جزءٌ منها لغيره لبات أثراً بعد عين!.. كل ذلك إنما يؤكد أنه حزب حقيقي يتمتع بتكتل بشري وفكري!! وتجربة ثرية وعراقة وعوامل صلبة يرتكز عليها!!.. وهي العوامل التي حافظت على بقائه وصَعُبَ استنساخه كحزب..

- كما أن بعض القواسم المشتركة التي ظلت تجمع بين حزبيّ الإصلاح والمؤتمر واستمرار بقاء بعض الشخصيات- الاصلاحية- في المؤتمر- بجانب قوة التنظيم والانتماء الحق عبر وجود تكتل بشري وقواعد راسخة.. إضافة إلى عوامل أخرى عديدة متوافرة بحزب الاصلاح حالت دون استنساخه.. وإن اقتصر الاستنساخ أو بالأحرى الاستقطاب بالنسبة لهاذين الحزبين الكبيرين- على بضعة أفراد منهما ممن كانوا ولا يزالون يبحثون على تحقيق مشاريعهم الصغيرة؟! أو لأهداف أخرى!!

- والغريب.. أن يعتبر المؤتمر الشعبي العام قيامه بممارسة الاستقطاب والاستنساخ بمثابة نجاح له وليس العكس؟!! مع أن من أهم جَنْيِهِ من وراء ذلك- ظهور بعض الأحقاد والكراهية لدى بعض قياداته وقواعده بصورة مستترة ومعلنه بسبب احلال بعض الوافدين إليه بدلاً عنها.. خاصة التي لعبت دوراً كبيراً ومؤثراً في تأسيسه.. لتتوارى بعضها عن المؤتمر خجلاً واعتزازاً بالذات.. أو عبر فرامل مباشرة أو غير مباشرة!!.
- ليت شعري.. ماذا لو ظل أمثال الدكتور/ الاصبحي والعنسي والحدي من قياديي المؤتمر أو حتى من مستشاريه.. هل سيصل وضعه إلى ما آل إليه اليوم؟!!.. بل أتساءل أيضاً- ماذا لو لم يقم المؤتمر بإقصاء أقرب الأحزاب إليه من السلطة بعد انتخابات عام 1997م بحجة الأغلبية الكسيحه؟.. ثم محاربته ومحاربة بقية الأحزاب الفاعلة والشخصيات العسكرية والسياسية والاعتبارية وبشتى الوسائل- هل كانت ثورة الشباب ستأخذ نفس الزخم الذي عايشناه؟! رغم بعض الهفوات التي آلت إليه فيما بعد؟!..

- ولأن بعض الاستقطاب الذي مارسه المؤتمر كان الهدف منه تقزيم وتهميش بعض الاحزاب الفاعلة.. من خلال استقطاب بعض الشخصيات المنتمية إليها!.. ودون تمحيص من مدى مصداقيتها أو أهدافها الحقيقية من النزوح إليه.. إضافة إلى بعض أعضاء منه خاصة من كانوا يمثلونه بما يسمى بمجلس النواب ممن كانوا إما مقزمينومهمشين من المؤتمر نفسه أو ممن كانوا غير مقتنعين بتوجهات وأهداف المؤتمر رغم تواجدهم فيه.. أقول- لأن الأمر كان كذلك فقد شهد المؤتمر الشعبي العام فور انطلاق ثورة الشباب وأثناءها نزوحاً كبيراً منه.. بعد أن حقق بعض النازحين مشاريعهم الخاصة أو أهدافهم التي ظهرت فيما بعد!!.. ليأتي ندم المؤتمر بسبب غبائه وعدم بُعد نظره فيما بعد- ولات ساعة الندم؟!!.. بل كم كان مفاجئاً له وربما لغيره وصول بعض النازحين منه عقب ثورة الشباب إلى مناصب سياسية وقيادية عُليا غير متوقعه لهم أنفسهم!..
- ولم يبقَ في المؤتمر عدا جناحين.. أحدهما/ لا يزال متمسك برئيسه الذي عفى عليه الزمن خوفاً من انتهاء المؤتمر بإنتهائه!!.. والآخر/ يرى ضرورة انتهاء رئيسه لإنتهائه من السلطةواعادة بنائه التنظيمي وتحويله إلى حزب حقاً- وإن كان لا يزال يصطدم بتوجهات الجناح الأول!.. وكلا الجناحين مهما كانت أهدافهم وتطلعاتهم من استمرار بقائهم في المؤتمر إلا أن ثباتهم على مبادئهم تلك أياً كانت تقتضي وجوب احترامهم وتقديرهم لذلك فحسب!..

- لقد حدد بعض المفكرين السياسيين شروط عديدة يجب توافرها في الحزب السياسي- الحقيقي- الناجح.. ومن أهمها:
1- تكتل بشري يؤمن بأهداف وبرامج الحزب..
2- التزام فعلي بالممارسة الديمقراطية بين القاعدة والقمة- وعدم ارتهان بقاء الحزب ببقاء قائده أو مؤسسه؟!..
3- أن يكون هدف الوصول إلى السلطة- تنفيذ برنامجه السياسي المُعلن للشعب مُسبقاً!..

- وقد تتواجد هذه الشروط ولو لم تكن بصورة مطلقة بأحزاب- كالاصلاح والاشتراكي والوحدوي الناصري مثلاً.. مع الاعتراف بوجود العديد من النواقص والتجاوزات لها.. لكنه يستحيل وجودها بالمؤتمر الشعبي العام!..
- لقد وجدت فرص عديدة للمؤتمر وخبرات متراكمة ومتنوعة كان يمكنه الاستفادة منها في جوانبه التنظيمية بالذات.. لكنه لم يفعل ربما بسبب وجود مراكز قوى بعضها وافدة إليه ظلت ولا تزال تمثل أهم معوقات بناء المؤتمر خاصة وأنها تعتبر بقاؤه مرهون ببقاء رئيسه.. وأي نظام أو حزب قائم على فرد واحد أو على نظام محدد فإنه يضعف بضعفه وينتهي بإنتهائه.. كما هو حال المؤتمر الشعبي العام اليوم.. مما يؤكد لكل ذي لُب بكونه ليس حزباً بقدر ما هو مجرد آداة لخدمة نظام وهو النظام نفسه الذي تأسس بظله ولأجله..

- وما لم يؤول أمر المؤتمر إلى عقلائه ممن يتطلعون إلى إعادة بنائه وفي مقدمة ذلك إسناد رئاسته إلى رئيس الجمهورية حرصاً على بقاء واستمرار المؤتمر وليس العكس؟! وحتى يمكن حينها إطلاق صفة الحزبية عليه ولو مجازاً ولكي يُعتبر الممثلون باسمه في حكومة الوفاق اليوم وفي غيرها من الفعاليات- يمثلون حزباً كما هو حال زملائهم وليس نظاماً! أو بالأحرى- بقايا نظام!!.. أقول- ما لم يؤول المؤتمر إلى عقلائه- فإنه قد يصبح أثراً بعد عين عاجلاً أو آجلاً.. ولكونه بقدر ما وعى كل شيء عدا الحزبية بقدر ما وعى أيضاً أعضاء تجمعهم العضوية- عوامل عديدة عدى العامل الحزبي..

- إن ما بات يثار اليوم داخل المؤتمر الشعبي العام من تباينات في التوجهات والاهداف بين بعض قياداته وانعكاس ذلك سلبياً على بعض التوجهات العامة والتي منها على ما يسمى ب "مجلس النواب" المنتهي دستورياً والمستمر بحسب المبادرة الخليجية (توافقياً) من أهم الأسباب التي دفعتني لتسطير هذه "الدردشة"..ثم.. قراءتي مؤخراً ببعض الصحف اليمنية خاصة صحف بعض أحزاب المشترك.. تصنيفاً لقيادة المؤتمر الشعبي العام.. بين صقور وحمائم.. لكن مثل هذا التصنيف قد يُوجد في الأحزاب السياسية الحقيقة والفاعلة والتي قد تختلف رغم هذا التصنيف بالعرض وليس بالجوهر..

- بينما التوضيح الذي قمتُ بسرده هنا- حول المؤتمر الشعبي العام- والذي يمكن القول بأني لم آتِ فيه بجديد.. إنما يؤكد لأمثالي أن المؤتمر هذا ليس حزباً حتى تطلق على أعضائه تصنيفات معينه.. وإنما هو مجرد ممثل لنظام في الأمس.. ولبقايا نظام اليوم؟!..

- ولذا.. يمكن القول بكل ثقة وتجرد.. لا صُقُور .. لا حَمَائِم .. في المؤتمر!!..

- وبعد..قد يتساءل البعض عن سبب أو أسباب توقفي على الكتابة بالصحف والمواقع اليمنية.. ومنذ فترة ليست قصيرة!! وبعضهم ذكرني بما لا أجهله حينما جاء اختيار بعض أعضاء مؤتمر الحوار الوطني من خلال مقالاتهم الصحفية والاعلامية بالدرجة الأولى وهي ميزة إيجابية تحسب للمعنيين بالمؤتمر! ومع تقديري الجمّ لمثل هذا التساؤل فإن سبب أو أسباب التوقف ترجع لعوامل عديدة- ليس من المناسب ذكرها هنا.. وقد تحتاج لموضوع خاص بها.. ولكن لا بأس من التذكير بكل إيجاز ممكن بأهمها والتي منها: ما باتت تمثله معظم الصحف والمواقع اليوم من توجهات وتصورات أصبحت تضر اليمن محلياً وخارجياً والمواطن اليمني أكان داخل وطنه أو خارجه- هو الذي يدفع ثمن ذلك قبل غيره..

ولأن القارئ اليمني بات اليوم بين أمرين- إما أنه مشغولٌ بكيفية توفير أبسط الضروريات الممكنة لمن يعول! وإما أنه لم يعد يرغب يقرأ إلا بما يرغب بقراءته! ثم وهو الأهم.. لأن أمثالي قد لا يضيف جديداً بما قد يطرح- ليصبح السكوت في ظل الظروف الراهنهفعلاً من ذهب!.. وللمزيد من الايضاح- أرى التذكير بمقولة شكسبير مرة أخرى:
- "البعض ترفعه الخطئة.. والبعض تسقطه الفضيلة" ؟!!.

زر الذهاب إلى الأعلى