[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

تحدينا الآن

> المكاسب المتحققة في مسارنا الآن تُصعد من نقمة الخاسرين ، يعلن أصحاب الخسارات عن يأسهم في ردات فعل خرقاء وأعمال فوضوية تحاول ثني الأنظار والاهتمام العام عن التطلع للمشروع الوطني الأهم والأخطر والأكبر مشروع " بناء الدولة " الأخذ في التخلق والتشكل والتبلور من قلب هذه المرحلة بكل ما تواجهه من تحديات عاصفة تشدُ العزم وترسخ اليقين أكثر وأكثر لمواصلة السير وإنجاز كافة المهام المتبقية على صعيد التأسيس والتشييد والبناء .

بناء الدولة ، تحدينا الآن ، كل القوى الوطنية على هذه الجبهة في احتشاد تام منصرفة بالكلية نحو هذه الغاية موجهةً كافة جهودها لتدعيم التوجهات البانية وتعزيز الانطلاق صوب اليمن الجديد وجهة كل اليمنيين الشرفاء وهدفهم المنشود.

هناك من يستدعي صراعاً أقل محاولاً فرض نفسه كتحد وكعامل إرباك مستغلاً ما يبدو له وضعاً هشاً ، قابلاً للاختراق والتقويض ، تتوافر فيه إمكانيات الهدم وفرض خيارات العنف والقوة وخلق معادلات جديدة تُطَوحُ بالمعادلة السياسية القائمة في حين تلوح المرحلة المتقدمة صوب الأمام مفرزةً حقيقة تمايز بين حملة المشروع الوطني الكبير وفُقاعات الفوضى التي يزيدها المشهد الوطني الملتحم انكشافاً وعُرياً وسرعة اضمحلال .

تشتغل قوى التغيير الوطنية متآزرةً في العمق ، تخوض صراعاً يليق بها لبناء ما خربته عقود حكم نزقه من اليمن واليمنيين، لتشييد ما قوضته من الجمهورية ومفاهيم الوطن والمواطنة لصياغة عقد اجتماعي ووطني جديد، يتجاوز زمناً من الإنكار والإقصاء والاستبعاد معاودةً التأسيس لاعتراف شامل على الحرية والعدالة والمساواة والإيمان بحق الجميع في صناعة القرار والمشاركة في الاختيار والتعبير عن الرأي دونما تضييق أو حظر ومصادرة في نظام حكم ديمقراطي تعددي يمثل ويعكس الجميع متجاوزاً للعصبيات والنعرات الحزبية والمذهبية والمناطقية الضيقة ، حاضن للاختلاف وحامي للتباينات يسع كل اليمنيين بلا استثناء، في دولة يحكمها الدستور والنظام والقانون، لا تقبل الاستقطاع والاستتباع والاستقواء بقوة السلاح لفرض الحضور وإثبات الوجود.

تكمن قوتنا اليوم فيما نقوم به من عمل كبير صعب شائك ومعقد تلوح إنجازاته رغم كل التحديات على مستويات عديدة أهمها انحسام الرأي والموقف واليقين اليمني العام باتخاذ الحوار سبيلاً ومخرجاً لحل أزمات اليمن المتراكمة بعد مراحل مجهضة استهدفت نسف الثقة بين أبنائه ووسعت الهوة بين قواه وشرائحه ، وكرست في أعماقه بواعث التشظي والانقسام بصورة وضعته على شفير الهاوية .

هذا التوجه الوطني الحاسم نحو البناء يهدد دونما شك مشاريع الهدم والتخريب يضيق عليها الخناق يضغط على طموحاتها الصغيرة ويدفع بها للإعلان عن ذاتها بفظاظة ورعونة وصلف ، يدفع بها لمجاوزة تُقيتها والتعبير عن حنقها وغيضها بأساليب جانحة ظانةً أن بمقدورها تبخيس جهود البناء وإضعاف اليقين العام بجدواها سيما في هذا المخاض الحساس ، متناسيةً أن وعي المواطن قد صار أكثر استيعاباً وإدراكاً بحيث يصعب خداعه وتضليله أو استمالته أو الدفع به نحو اليأس وتبني خيارات بائسة تعيده إلى أزمنة صراعية غابرة .

يدرك الشارع اليمني أن لا أيسر من الزوبعة وإثارة الفوضى والقلاقل والفتن وإيقاظ الضغائن وإطلاق الفتاوى المحرضة على القتل والجريمة ، يمكن لمخرب أن يقطع النور عن المدائن بخبطة أو برشاش ، غير أن هذا الفعل لا يكفي لأن يجعل منه قوياً ولا يكفي لأن يدفع باليمن خارج تيار التغيير.

إن إثارة الفوضى مركب اليائسين المفلسين من الوطنية الفقراء إلى مشروع يعقلن حضورهم ووجودهم ، يستدعي هؤلاء اليوم الصراع معهم على غير هدى ولا وطن منير ، يحاولون فرض صراعهم الخاص على الجميع ، يريدوننا التسليم والاعتراف بهم كرعب واقع وكابوس مقيم بقوة الجهالات المتوارثة وأوهام السطوة الزائفة المكتسبة من دورات مواجهات سالفة رعناء أُديرت بغباء ، أسهمت فيها تواطئات كثيرة وحسابات خاطئة في تغذية ما نراه من جنون وبجاحة فعل وقول .

الفاشلون اليوم في معترك السياسة العاجزون عن التواجد ضمن النسيج الوطني العام المؤسس لليمن الجديد هم صناع الفوضى وأصحاب الخسارات حاملو الرايات السوداء أصحاب الصيحات الغريبة والمشاريع المريبة المطالبون باستحقاقات سيادية تعود بنا إلى انساق عبودية كهنوتية تتجاوز سيادة الدولة وكل مفاهيم المواطنة ، وهم كذلك العاجزون عن فرض معركتهم على اليمن الآن .

زر الذهاب إلى الأعلى