قال أحد المفكرين إن "الوعي والفكر هو ما تستطيع السيطرة عليه عن طريق إعلام نافذ وأجهزة استخباراتية قادرة للوصول لجميع الملفات."
-الاعلام المصري لم يتبنَ قضية وطنية خلال العشرين العام الماضية.. اتذكر بداية حملة الكراهية التي كانت تبثها القنوات الارضية في مصر عن قناة الجزيرة وكذبها، بعد تحقيق "سري للغاية" عن طائرة مصر للطيران التي سقطت في المحيط الاطلنطي في العام 1998، والذي لمح فيها مقدم البرنامج يسري فودة إلى ان الطائرة المدنية ضربت بصواريخ وكانت احدى السيناريوهات المطروحة آنذاك، إلى كلمة الرئيس السابق حسني مبارك عند زيارته لقطر وقوله عن مبنى الجزيرة:"علبة كبريت".
لكن ما يبثه الاعلام المصري سواء الفضائي أو المطبوع، هو موجة كراهية ضد كل شيء في مصر، الاعلام ذاته الذي لعب دوراً في تأجيج العلاقات بين دولتين بسبب مباراة كرة قدم وبتوجيه من جهاز أمن الدولة، بل وكانت الطامة ان طبقة من المثقفين المصريين وقفوا بشكل لو كانت هناك حدود بين دولتين لحدثت حرب بسبب تلك المباراة...
ورأينا ذات الاعلام وهو يحاول توجيه التهم لكل من نزل يوم" 25 يناير"، بل ورأينا بكاء البعض منهم على الشاشات، على حكم "مبارك"، وكانت محاولات تشويه الثورة تبدأ من القنوات الفضائية، فلم نسمع الا عن "وجبات الكنتاكي"، و"الدولارات" المصروفة، رغم ما كان ينقله الاعلام الجديد-الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي- ليثبت زيف ما كان يطلقه الاعلام المصري على أبنائه، حتى سمعنا الكثير من مقدمي البرامج وبعد سقوط نظام مبارك وهم يتحدثون عن الاملاءات التي كان يصدرها جهاز أمن الدولة وجهاز الشرطة على هذه الوسائل.
الاعلام بدوره الان يحاول أن يجر مصر إلى أكبر موجة عنف بعد عودة السيطرة للقبضة الامنية وللاجهزة الاستخباراتية، ليست المشكلة في ميدان رابعة العدوية أو في قناة مصر25 ولا بمن يتواجد فيهما، ولكن فيما يحملون من فكر ووعي جعلهم يؤمنون بالديمقراطية وبثقافة الاعلام المفتوح القادر على الوصول إلى الجماهير بقول الحقيقة ونقلها.
حالة الاعلام في مصر كأول دولة في الاعلام عربياً وصاحبة الخبرة في هذا المجال لازالت في إطار الدولة البوليسية، سيعود الاعلام إلى ما قبل نصف قرن في ظل الاتحاد السوفيتي وثقافة الاعلام الواحد، بعد ان تنفس شئ من الحرية بعد 25 يناير..
أخيراً لا يمكننا القول سوى " لا تصدق نصف ما تري وكل ما تسمع".