[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

الرئيس هادي وخيوط اللعبة

تشير الأحداث في اليمن أن الرئيس عبدربه منصور هادي يصبح يوما عن يوم هو الممسك الوحيد بخيوط اللعبة من كافة جوانبها، وأن نجاح استراتيجيته الخاصة بالعبور باليمن إلى بر الامان يفرض عليه عدم كشف هذه الخيوط نظرا لخارطة التوازنات المعقدة التي أفضت إليها أزمة الحكم وثورة التغيير.

كما تشير الأحداث في اليمن أن الرئيس عبدربه منصور هادي يصبح يوما عن يوم هو الأكفأ في ترجيح كفة الميزان وجعل السفينة اليمنية تنحو في اتجاه أكثر أمانا من غيره من الاتجاهات، وذلك بعد أن استكمل الرئيس مهمة تفكيك مراكز القوى التقليدية وبناء مصفوفة بديلة تقوي مؤسسة الرئاسة وتؤهلها للقيام بدور الحكَم الصارم والضامن الذي يبقي اليمن بمأمن من غوائل الأمس وغوادر اليوم ومخاطر الغد.

بسلاسة تامة استطاع الرئيس هادي الاستفادة من العامل الدولي الحريص على عدم الانزلاق التام لليمن إلى مستنقع الفوضى ليُبقي البلد في مربع آمن بعيدا عن التدخلات القاتلة مع حرصه على جعل جميع الاطراف الخارجية الحريص منها والطامع، يشعرون بنسبة رضا إزاء دورهم في اليمن. وتم له ذلك بفضل ادراكه لطبيعة المراحل الانتقالية بوصفها حيّزا زمنيا بالغ الحرج، تكون فيه الأقطار في أضعف حالاتها وتكثر فيه المطامع والبطون.

وبسلاسة مماثلة استطاع هادي بعقلية "إسقاط ذرائع المتأهبين"، أن يوصل الطامعين في تمزيق اليمن، إلى جهة من العراء تكشّفت فيها أطماعهم وسوءاتهم بطريقة تفصلهم تدريجيا عن السند البشري الذي كانوا يتكئون عليه، وتقودهم إلى اظهار خلافاتهم العميقة التي كانت كامنة تحت الماء. وهو انجاز لا يحرص الرئيس على استعراضه أمام أحد.

خلاصة القول إن اليمنيين يلزمهم قليل من الصبر، وكثير من الثقة برئيسهم عبدربه منصور هادي، ثقة تعينهم على التسديد المستنير للسياسات والخطى، وتمكنهم من عبور اللحظة الخانقة، والوصول إلى باحة ملأى بهبّات النسيم تمكنهم مجددا من شحذ طاقاتهم لتكون طاقات بنّاءة لحاضر ومستقبل اليمن بعد أن تخلصوا من رُهاب المخاطر التي عصفت بهم منذ أن لاحت أول بوادر التغيير في البلد. ولعل ما يتوجب على اليمنيين في الوقت الراهن ألا يفوٍتوه على أنفسهم القيام بعملية مقارنة حصيفة ومستحقة بين ما يدور في بلدهم وما يدور في بلدان عربية أخرى كسوريا ومصر وتونس وليبيا، ليثمّنوا نعمة ربهم جل وعلا، وليعززوا ثقتهم بأنفسهم وبقيادتهم وبالدور الحضاري الذي ينتظرهم منذ قرون.

زر الذهاب إلى الأعلى