يا جنّةً شَيّدتُها مِنْ أضلُعي..
وخرَجتُ منها مُخْرَجَ المطرودِ
ونَثَرتُ بينَ قُطُوفهَا عُمُري ومَا ..
مَلَكَتْ يَدي مِنْ طارفي وتليدي
أنفقتُ أمسي واْرتهنتُ لها غدي ..
وغذوتها من يومي المشهود
والعُمْرُ ممْلكَتِي - إذا ضيّعتُه ..
ضاعت أقاليمي وطِحْنَ بُنودي
لو كنتُ من حَجَرٍ تفّجَرَ نحوَها..
وجرى إليْهَا الماءُ من جُلمُودي
أو كنتُ من شَجَرٍ لأورقَ حُبُّها..
في كُلِّ غُصنٍ من مقاطف عودي
أو كنتُ من غيمِ السماءِ سحابةً..
حَنّتْ إلَيْهَا في السَّماءِ رُعودي
أسقيكِ يا تلك المشاعلُ من دمي..
زيَتاً لكي لا تَظمئي لِوَقودِ
أحْبوكِ يا تلكَ المجامرُ مُهجتي..
حطبَاً لكي لا تُؤذني بِخُمودِ
يا شمسُ كُلُّ شرارةٍ قد تنطفي..
إلاّ ضِيَاءكِ واْحتراقَ كُبُودي
غائب حواس 1996