[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

هل هي عودة للقاعدة؟!

سجلت القاعدة أحداثاً عالمية باتخاذها خط الإرهاب دوراً في إعلان الحرب على العالم كله، وكأي منظمة تعيش تحت الأرض وتجد الدعم، والالتفاف حولها من طبقات اجتماعية متعددة بعضها يدعمها مادياً، وبعضها الآخر تحول إلى «براميل» تفجير توجه لأهداف تعتقد أنها مثالية لإقامة دولة الإسلام الكبرى، وقهر خصومها من شياطين الغرب والشرق..

هذه المنظمة كادت أن تموت بعد انحسار نفوذها في السودان واليمن وأفغانستان وباكستان، وجاءت الطامة بعد مقتل زعيمها أسامة بن لادن صاحب خطة الهجمات الانتحارية بتفجيرات 11 سبتمبر، وغيرها..

الغريب أن هذه المنظمة، بدأت ولادة جديدة مع أبو مصعب الزرقاوي في العراق، مستغلة الفراغ الأمني الذي تركه حلّ الجيش والأجهزة الأمنية بعد غزو أمريكا للعراق، وقد كاد أن ينتهي زخمها مع مقتله، إلا أن ولادتها من جديد وتعمدها استمرار تفجيرات في بغداد ومدن أخرى إلى آخر اقتحام سجنين هرب منهما ما يقارب ألف سجين من أهم عناصر قوتها الجديدة..

الربيع العربي الذي كان أهم زلزال في المنطقة تراوحت الآمال فيه بين نظم جديدة تتسع لكل المجاميع الوطنية، وتؤسس لديمقراطيات وحكومات منتخبة، واقتصادٍ متطور يحتوي كل الكفاءات، ويستجلب الرساميل الخارجية، إلى آخر سلسلة الآمال التي عكست اتجاهها بتحولات أخطر، سواء في فشل الإسلام السياسي قيادة تلك الدول، أو البديل الجديد الذي لم يبرز كقوة تعوض فشل تلك الأنظمة، وهنا عاد بروز القاعدة في تلاحم جديد بين قياداتها في العراق وسورية لتشكل حزاماً في صلب البلدين، وتقوم بعمليات هي الأخطر خلال السنوات القريبة الماضية..

وكما أن مجريات الأمور انعكست سلباً في نمو تيار القاعدة في اليمن، جاءت معسكراتها في سيناء والتي نمت وتجذرت من خلال انشغال المركز عن الأطراف في مصر لتفاجأ الدولة الجديدة بانفجار أعمال خطيرة تقودها عناصر من القاعدة تستمد قوتها من غزة، وفلول ليبيا والسودان، وقد لا تكون قوتها في مصر على مستوى الانتشار بما يجري في العراق وسورية واليمن لكنها ستكون مشكلاً أمنياً واستنزافاً اقتصادياً..

في ليبيا وتونس لم تظهر كواجهة تتحدى الأنظمة، لكن وجود عناصر تطرف إسلامي بين البلدين من فئات لبست ثياب وأسماء منظمات أخرى، أدى لأن تسفر القاعدة عن وجهها من خلال عدة عمليات ضربت في عمقهما، والمشكل في وضعهما أن الحدود المفتوحة على بلدان مثل الجزائر والتي لا يزال التيار الإسلامي المتطرف قوياً فيها، وكذلك مستودعات الأسلحة فيها وفي جارتها مالي والتي وصلت من أكثر من مصدر، جعلت ذبح الجنود التونسيين على الحدود الجزائرية أحد المآزق التي كشفت عن وجه القاعدة أمام حكومة حزب النهضة لتجعله في مواجهة مع الشعب التونسي، وكذلك الأمر في ليبيا في الفراغ الأمني الهائل والذي امتلأ بمليشيات القبائل والإسلاميين حتى إن هروب عدة مئات، أو ما قيل عن ألف سجين وضع ليبيا على خط نار متوقع أن يكون خطيراً على أمنها.

عدا ليبيا والعراق، وسورية، فالجيش في تونس قد يحسم المعركة أسوة بما حدث في مصر، وهي توقعات نشأت من واقع ما بعد الربيع؛ حيث لم تكن حكومتا البلدين في مستوى التطلعات عندما صار الفراغ الأمني، والتدهور الاقتصادي، يقودان الاحتجاجات الشعبية، ويجبران الجيش لأن يتحرك، وأن يكون البديل في مصر، مع ترقب لنفس الحدث في تونس..

زر الذهاب إلى الأعلى