[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

فرصة أخيرة ل(الصديقة الكبرى)..!!

يفترض أن لقاء قمة يمنية أمريكية قد جمعت أمس الخميس الرئيس عبد ربه منصور هادي بالرئيس الأمريكي باراك أوباما «بعد أن أكون أنا قد أرسلت مقالي للصحيفة» وطبعا هذا الافتراض يستند إلى برنامج الزيارة الذي كانت قد أعلنته الخارجية الأمريكية في وقت سابق.
. فرصة أخيرة للصديقة الكبرى
و إلى جانب الشق العلاجي فيها, فإن هذه الزيارة التي يقوم بها الرئيس هادي للولايات المتحدة تستحق أن يُقال أنها لبحث دعم سياسي واقتصادي لبلد في أمس الحاجة إلى أن يمد له الجميع يد العون وخصوصا الصديقة الكبرى, ولكن في المقابل تستحق الزيارة أن يُقال أنها فرصة ذهبية للبيت الأبيض وللإدارة الأمريكية التي هي في أمس الحاجة إلى نجاح التسوية السياسية والعملية الانتقالية في اليمن أكثر من حاجتنا نحن.

في زيارات رئاسية سابقة فعلاً كنا نحن بحاجة إلى غوث أمريكي, حصل ذلك في أول زيارة لرئيس يمني إلى واشنطن, وكان ذلك في يناير 1990 عندما التقى الرئيس السابق علي عبد الله صالح بالرئيس الأمريكي الاسبق جورج بوش «الأب» وتمخض عن الزيارة فتح قناة اتصال مباشرة بين صنعاء وواشنطن, والحصول على دعم أمريكي لمشروع الوحدة اليمنية الذي كان يُنجز على قدم وساق, بالإضافة إلى وعد بشطب اسم ما كان يُعرف ب «اليمن الجنوبي» من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
أما حين زار صالح واشنطن في 2002 والتقى جورج بوش «الابن» فقد كان لسان حال رئيسنا السابق يومها «يااا غاااااارتاه,, يا منعاااااه.. أنا عند الله وعندكم,, لا تصدِّقوا التقارير التي تقول إن اليمن أصبح أخطر من أفغانستان أو العراق.. ما بش من هذا الكلام كلام».. الزيارة تمت على خلفية تفجيرات نيويورك وواشنطن, و كانت اليمن حينها مرشحة لضربة عسكرية أمريكية,, تقارير تقول إن اليمن وضعت في الترتيب الثاني على لائحة حروب بوش الابن, بعد أفغانستان وقبل العراق أو في الترتيب الثالث بعد أفغانستان والعراق , المهم أن الزيارة تمخضت عن اتفاق شراكة متينة للحرب على الإرهاب وعلى تسهيلات يمنية أثارت حفيظة البعض هنا، لكنها منطقيا كانت أرحم من الضربة العسكرية الأمريكية.

أما بالنسبة للزيارة الحالية التي يقوم بها الرئيس عبدربه منصور هادي فإن باراك أوباما وإدارته أكثر حاجة لدعم الرئيس هادي ونظامه والقيادة الانتقالية وإنجاح الحوار الوطني على طريق بناء دولة يمنية جديدة مدنية موحدة ديمقراطية ولامركزية.

جميعنا يتذكر أن واشنطن قبل ثلاث سنوات رمت عرض الحائط بقرار الرئيس السابق علي عبد الله صالح الخاص بالعفو أو الإفراج عن الصحفي عبد الإله حيدر شايع الذي تتهمه واشنطن بالتعاون مع القاعدة, كما أنها وضعت أذناً من طين وأذناً من عجين أمام مطالبات صالح لها بالإفراج عن معتقلي جوانتانامو, أما بالنسبة للرئيس هادي فقد استبق زيارته لواشنطن بالإفراج عن شايع وربما يختتم الزيارة بالحصول على إفراج كلي أو جزئي عن المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو, وهذا مؤشر على حرص واشنطن على دعم نظامه وجهوده انطلاقاً من حاجتها إلى نجاح التسوية التي ترعاها في اليمن.

في 2003 وعدت الولايات المتحدة بعراق مختلف بعد صدام حسين, ونموذج ديمقراطي عراقي يحتذى, لكن على ارض الواقع أضاع العراقيون عشر سنوات أخرى بل وعايشوا السيناريو الأسوأ من قتل وتفجيرات واغتيالات وصراعات طائفية ومذهبية.
كما أن أحلام الربيع العربي أو الربيع الأمريكي كما يحلو للبعض تسميته, تتلاشى في ليبيا وفي مصر وميوس منها في سوريا, والطقس متقلب في تونس.. ووحدها اليمن المحك الحقيقي الذي يمكن لإدارة أوباما أن تحفظ فيه ماء وجه واشنطن, وأن تظهر فيه أمريكا أنها فعلاً بلد يزرع ديمقراطيات مزدهرة ولا يغرس فوضى خلّاقة.

زر الذهاب إلى الأعلى