[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

حرب الظل..!!

لا تحب الادارة الاميركية القاء ولو قليل من الضوء على عملياتها الاستخبارية. فالقتل الذي تمارسه الطائرات بدون طيار ضد الجماعات الارهابية ليست قضية يمكن الحديث عنها للصحافة, أو الاشارة اليها في احاديث المسؤولين في السياسة الخارجية. مع ان مسرح عمليات القتل هذه تكاد تقتصر على اليمن وباكستان. ومع اننا نسمع كثيراً عن جماعات القاعدة في العراق وسوريا مثلاً لكننا لم نشهد حتى الان أي أثر لعمليات الطائرات دون طيار فيهما!!

الذي اثار تشوّش الادارة في هذا الموضوع, هو وزير الخارجية كيري اثناء زيارته لباكستان. وقد وصفته «النيويورك تايمز» بأنه «يغرّد خارج السرب». فقد اجاب الوزير على سؤال صحفي اذا ما تزال «حرب الظل» بطائرات دون طيار ما تزال مستمرة, بعد التغيير الحكومي الباكستاني.

فقال إن العمليات ستنتهي «قريبا جدا.. جدا» وهذا لا يوافقه عليه مدراء الC.I.A المنوط بهم ادارة «حرب الظل» فالباكستانيون متضايقون من استمرار اصطياد قيادات طالبان باكستان، لانها تثير القبائل الحدودية، وتجعل ردة فعلها زرع القنابل المتفجرة في احياء المدن الباكستانية.

لكن احتجاج الحكومة الباكستانية واحيانا «اوامرها» في وقف عمليات القتل يصطدمان بحقيقة ان بن لادن كان يدير شبكات الارهاب من باكستان وقد اكتشفت الC.I.A مكانه وقامت بقتله والقاء جثته في البحر دون علم السلطات الباكستانية.

المهم الان ان عمليات الطائرات دون طيار تكاد تقتصر على اليمن وباكستان ومن قواعد معروفة في جنوب السعودية اقيمت عام 2011 على شرط ان لا تعلن واشنطن عن وجودها.

والمهم ان الرئيس اوباما بالذات لا يجد ان عمليات هذه الطائرات اخلاقية مع اعترافه بانها مجدية وقد حاول منذ تعيين وزير الدفاع الجديد، الحاقها بوزارة الدفاع بدل ال CIA لكنه وجد من المنطقي ان تبقى في اطار سرية المخابرات المركزية!!.

والمهم، ثالثاً، ان حديث المسؤولين الاميركيين عن نشاطات القاعدة، ونماذجها الشيعية - عصائب الحق - في سوريا والعراق، لم تصل معالجتها إلى حد استعمال الطائرات دون طيار، لأنها وحدات قتالية وليست مجموعة افراد تحت الارض، ومن الممكن بعد انتهاء مهمتها القتالية ان تتعامل اميركا معها «بحرب الظل» وقد أُغلقت عدد من سفارات اميركا في الشرق الاوسط وشمال افريقيا نتيجة معلومات تم الوصول اليها من الرقابة العالمية على وسائل الاتصالات، وهي القضية الحية التي اثيرت بقوة في واشنطن بعد هرب احد العاملين في اجهزة التنصت هذه ولجوئه إلى روسيا!.

لم تعد الحروب كوسيلة سياسية مقبولة في اميركا بالذات، وفي سياسات الرئيس اوباما بالذات، ولذلك تم استثناء الحرب على الارهاب لكنها الحرب بوسائل جراحية دقيقة، وفي الظل!

زر الذهاب إلى الأعلى