[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

أمريكا ومتاهة التموضع الاستراتيجي في اليمن!!

قبل أن ندخل في حالة السكون السياسي، يجب علينا في اليمن فهم خطورة المرحلة التي نمضي بها الان..

ما تمارسه الولايات المتحدة على اليمن هي عملية "ابتزاز" مارست فيه الدولة العظمى عالميا والقطب الاوحد طريقة الضغط عن طريق السلك الدبلوماسي.

هذه المرة كانت الاستخبارات الأمريكية هي من تسرب الرسائل المتبادلة بين قيادات لتنظيم القاعدة، وليس جوليان أسانج عن طريق موقع ويكيليكس.. الرسالة التي تبادلها الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، مع الرجل الأول في ما يسمى فرع التنظيم "في جزيرة العرب".

ولكن عملية الابتززاز السياسي لن تتوقف عند "الطائرات بدون طيار"، الولايات المتحدة تحاول افتعال مبرارات لانزال قوات برية في اليمن، وفي خليج عدن خاصة.. أصبح حلم السياسة الأمريكية هي الدخول إلى اليمن بكلفة أقل مما حدث أثناء اجتياح العراق وافغانستان.

بعض الاخبار تحدثت عن اقتراحات لتأسيس قيادة عمليات خاصة مشتركة، قد تجهز وحدات للقيام بعمليات الضربات لتنظيم القاعدة... وستتعاون قيادات القوات الخاصة المشتركة مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) التي شنت أربع ضربات باستخدام طائرات بدون طيار في اليمن خلال الأيام العشرة الماضية.

فموضع القدم في اليمن يبدأ من القاعدة، وإثارة قضية الارهاب العالمي وبشكل يربطها مباشرةً باليمن..

القاعدة والارهاب القضيتان الاهم على مستوى اليمن خاصة، تم تهميشهما عن مؤتمر الحوار ولايزال التساؤل الاهم لماذا لم يتم إثارة هاتين القضيتين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل. كان شيئا مستغربا مع مضي الحوار قدماً اخرج قضية القاعدة، مع العلم أن مؤتمر الحوار لم يبدأ الا بعد أحداث أبين الشهيرة..

لم تكترث النخب السياسية بالدعوات لاحتواء منتسبي القاعدة كمكون في مؤتمر الحوار، وبشكل أوضح كانت النظرة الأمريكية هي الطاغية على عناصر ما يعرف "بأنصار الشريعة"، مع العلم أن مؤتمر الحوار احتواء على مليشيات مسلحة خارجة عن الاطار القانوني المعروفة بالحوثيين..

الان وبعد التحذيرات والتحركات الأمريكية سوى في الاجواء اليمنية أو عن طريق الالة الاعلامية الأمريكية التي خصصت تقارير خاصة عن تنظيم القاعدة في اليمن..

أمريكا تبحث عن تموضع الاستراتيجي جديد في اليمن بعد هيكلتها للجيش.. والخطورة تكمن في ضبابية الموقف الرسمي والحزبي اليمني تجاه الاطماع الأمريكية الشاخصة، إذ ربما تسهم هذه الضبابية في نصب فخ لأحد طرفين: إما الشعب اليمني أو الأمريكان!!

زر الذهاب إلى الأعلى