أسدل الستار وأفرج عن المتهم الذي قامت الثورة لخلعه,بعد أن سبقه رموز نظامه للحرية وتحولوا أبطالاً وضحية ولم يبقَ إلا العادلي وأقل من أصابع اليد.
بدأت المهزلة من إحراق الوثائق والأدلة ومرت بتمييع من نائب المخلوع وانتهت باعتذارات الحرج وإطالة فصول المسرحية لتعذيب الضحايا عمدا.
توقيت الإفراج مختار بعناية وإن بدا الأمر اعتياديا,لكن بالرجوع قليلا للانقلاب وما تلاه من إعادة شخوص وأجهزة المخلوع نجد التوقيت طبيعيا.
خدع كثيرون بمقولة القضاء الشامخ وتبين أن المسألة مجرد قضاء أغلب قضاته فاسدون يدينون بالولاء لمن اختارهم,وليس للعدل والحق المؤتمرون به.
على مدى عام ونصف كنا نشاهد مسلسلا كل حلقه فيه تنتهي بالإفراج عن متهم بعد إسقاط التهم ضده,وهكذا توالت الحلقات وتحول المتهم لبطل لدى أنصاره.
كان لافتا أن مبارك يحاكم بمحكمة تنظر بآلاف القضايا بدلا من إحالته لمحكمة خاصة به وبرموزه تسريعا للمحاكمة واحتراما لأسر الضحايا.
حتى التهم الموجهه كانت منتقاه بعناية وفيها تداخل السياسي بالفساد المالي في سيناريو للتمييع وإجهاظ العدالة قبل أن تولد ويمضي الأمر كما يجب.
بإخراج مبارك يتم إعلان وفاة ثورة يناير رسميا وتبعا لذلك لابد من محاكمة كل من شارك فيها في نتيجة طبيعية بعد انتصار الثورة المضادة.
النظام القديم عاد للحكم بشخوصه وأجهزته ومنهجه والفضل يعود لليبراليين واليساريين والعلمانيين وعظم الله أجر أسر الشهداء وصبّرهم على البلاء.
لم يبقَ إلا الإخوان كدرع يعول عليهم في التصدي للانقلاب ومواجهة النظام القديم والانتصار لثورة يناير رغم الثمن الباهض منهم كالعادة,لكنهم الحصن الأخير.