[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

زفرات ما بعد الكارثة

نؤمِّل في هذه الدنيا الآمال ونبني قصوراً من الرمال اغتراراً باخضرار الشباب ونضارة ‏الأوجه وطراوة الأجسام لا ندري عن مخبئات القدر ولا ما تخفيه الليالي والأيام، نسير في ‏قوافل طوال نحو قدر محتوم ومصير معلوم ، مابين متقدم ومتأخر تنفيذ لسبق الكتاب وخط ‏القلم وما جرت به المقادير، لا ننتبه لهذه الحقيقة الواضحة الجلية إلا عندما نصاب ونفجع في ‏حبيب أو قريب، وتكشِّر لنا الدنيا عن أنيابها، وتظهر لنا وجهها الحقيقي خالياً من المساحيق ‏ومواد التجميل، ليظهر لنا تعرجات ومنحنيات ذلك الوجه القبيح واضحة وضوح الشمس دون ‏قتام، مع علمنا المسبق واليقيني بكل ذلك..‏

‏ ولكن ليس الخبر كالمعاينة هذه الدنيا لا تبقى على حال ولا يستقر لها مآل حتى يأخذ الزمن ‏دورته الفلكية الكاملة وتكتمل العدة ، ويأذن الله لها بالزوال والاضمحلال، وبذلك يحل الخطب ‏الأعظم واليوم الأشهر يوما بآلاف السنين والأعوام ذلك اليوم المهيب، الذي شاب من هولة ‏مفارق الولدان، ووضعت كل ذي حمل الأحمال، وسكر الخلق دونما شراب ولا مدام لشدة وقعه ‏على الخليقة والأنام هذه الدنيا بحوادثها ودورتها قد تذرك وحيدا فريدا باكيا منتحبا لفقد الأحبة ‏والخلان لا تملك حيال ذلك إلا الألم والدمع والاسترجاع ولكن في الله الخلف والعوض والحسن ‏وفي الصبر قوة وعدة للاحتمال..‏

‏ رحم الله من كانت بسببه هذه الزفرات والخواطر والكلمات، سوف تبكيك يا ابا عبدالله الأيام، ‏وفي الختام نشكر كل من عزَّانا وواسانا في مصابنا هذا من الزملاء في الصحف الورقية ‏والمواقع الالكترونية والشخصيات الاجتماعية والقبلية العامة والخاصة فلهم منا كل الوفاء ‏والعرفان.‏

زر الذهاب إلى الأعلى