دعاة الإنهاء الفوري أو الإنهاء الجزئي لمؤتمر موفنبيك عبر اعلان وثيقة فضفاضة العناوين رنانة الوعود, هم أولئك الذين أصروا على القفز إلى موفنبيك قبل أن ينفذوا أية نقطة من نقاط التهيئة للحوار الوطني. قبيل قفزتهم الهروبية قالوا إن التهيئة ستتم في الأسابيع الأولى...
بعد 6 أشهر من العبث يوزع المبعوث الدولي جمال بن عمر مسودة اتفاق على مجموعة الـ16 لشراء الوقت مع هدية مجانية لأمراء وفرسان الجماعات المتكالبة على الخارطة اليمنية, هدية مسمومة هي الفدرالية مفتوحة الخيارات, ما قد يعني إشارة انطلاق أخرى للمتسابقين الحقيقيين خارج موفنبيك على وضع اليد على أكبر رقعة ممكنة في هذه الخارطة المستباحة محليا واقليميا ودوليا ( هل تتذكرون سباقات المستوطنين البيض باتجاه الغرب الاميركي؟ ها إن اليمنيين صاروا هنود حمر القرن الـ21).
الآن يلح جمال بن عمر حليف مقادمة اليمنيين وبعض المكونات في "الأرض المحرمة" على القانون والمواطنة, على الدفع باتجاه قفزة أخرى في الظلام (الظلام بالمعنى المجسد والمباشر, لا المجازي, للكلمة في بلد يقف على حافة هاوية ويحيا بلا نور: نور السياسة ونور الكهربا).
ليسوا عنيدين أو مكابرين هؤلاء الذين لا يريدون قلب (أو في الحد الأدنى تصويب) المنهج الأخرق الذي قرروا الأخذ به في مارس الماضي بل هم في أغلبهم, باستثناء مدمني الخسران, تآمريون عن سبق اصرار ...
وحدهم القتلة واللصوص والناهبون والآثمون والعصبويون من يجدون خلاصهم في خوض مقامرة (قفزة) أخرى في المجهول لأنهم يحوزون على نواظير (مناظير) ليلية بفضل الدعم الاقليمي والغربي لهم.
اليمنيون الذين يتضورون جوعا وتفتك بهم الأمراض وتنهش أعمار شبابهم البطالة, يستحقون ممثلين يعبرون عن مصالحهم بدلا من هؤلاء الأثرياء الذين وجدوا دفعة واحدة في مكان واحد على راس الاهرامات السياسية والاجتماعية لدويلات الامتيازات وأحزاب الخراب في "العربية التعيسة".