[esi views ttl="1"]
شعر وأدب

لا عُذر للماء

حَشْدٌ مِنَ الجِنِّ.. لا زادُوا و لا نَقَصُوا
يا مُطْلِقَ السَّهْمِ ماذا سَوفَ تَقتَنِصُ؟!

حَشْدٌ مِن الجِنِّ نَامُوا جَائِعِينَ و فِي
سِفْرِ المُعَانَاةِ مِن أحزَانِهِم قِصَصُ

ضَاقَت بهِم –دُونَ خَلقِ اللهِ- أُغنِيَةٌ
فاستَلْهَمُوا الرَّعْدَ إيقَاعًا, و ما رَقَصُوا

و اسْتَحْلَبُوا الصَّمْتَ أشعَارًا مُمَوَّهَةً
لا يَفْقَهُ النَّاسُ ما قالُوا.. و لو حَرَصُوا

مَرُّوا كِرَامًا, مُرُورَ الظَّامِئِينَ على
جُرْفٍ مِن المِلْحِ, ما ذاقُوهُ أو فَحَصُوا

لَو كَانَ حُزْنًا عَمِيقَ الجُرْحِ ما سَقَطُوا
لكنَّهُ الحُبُّ يا (وَضَّاحُ) و "القَفَصُ"

**

يا رَنَّةَ الرِّيحِ هل في البابِ مِن أحَدٍ؟
في البَابِ مَوتَى على أعقَابِهِم نَكَصُوا

ما أَذَّنَ الحُبُّ فِيهِم باسِطًا يَدَهُ
إلَّا أَشَاحُوا حَيَاءً مِنهُ, أو خَلَصُوا

هُم لِلتَّنَاهِيدِ أدْنَى.. رُغمَ فَاقَتِهِم
لِلحُبِّ, لكنَّ صَيدَ العَاجِزِ الرُّخَصُ !

قالت لَهُم –بَعدَ أنْ مَاتُوا- قِيَامَتُهُم :
هَل ليسَ لِلجِنِّ فِي أوطانِكِم حِصَصٌ؟!

قالُوا: أتَينَاكِ عَطْشَى لا يُحَالِفُنَا
حَظٌّ, و لا تَصطَفِينا لِلمُنَى فُرَصُ

لَم يَنكَسِرْ قَطُّ حَرفٌ فِي مَعَارِكِنَا
حَتّى خَذَلنَاهُ حَيثُ الحَرفُ يُنتَقَصُ

مِن بُقعَةِ الحِبرِ أقلَعْنَا بلا نَدَمٍ
هل تَستَوي الشَّامَةُ السَّودَاءُ و البَرَصُ؟!

**

يا أوَّلَ المَوتِ.. ما زِلنا على أمَلٍ
لا تَبْكِ مَن مَاتَ مِنَّا, و ابْكِ مَن رَخصُوا

إنَّا أتَينَاكَ مَكتُوفِينَ.. طَيَّرَنَا
جِنٌّ صِغَارٌ إلى أروَاحِنَا شَخَصُوا

هذي التَّجَاعِيدُ كانَت كالسُّطُورِ على
رِقَاعِنَا, لا تُعَادِي غَيرَ مَن خَرَصُوا

..

فاستَغفَرَ المَاءُ عَنَّهُم قائِلًا: صَدَقُوا
لا عُذْرَ لِلمَاءُ إنْ لَم تَرتَوِ الغُصَصُ ؟!

يحيى الحمادي 12-10-2013

زر الذهاب إلى الأعلى