[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

السياسيون يشبهون شوارع أوطانهم

نبدأ بالسؤال الفلسفي الازلي من وجد اولا البيضة ام الدجاجة. من هو المسئول الاول عن نظافة الشوارع ؟ هل هم السياسيون الذين يشبهون شوارع مدننا؟ أو ان الشوارع هي المسئوله عن ولادة هؤلاء السياسيين الذين لا تعنيهم البيئة والنظافة؟

اولا يجب علينا كشعب ملء أو ردم الفجوات بين السياسي والشارع، باعتبار اننا شعب مسلم , والنظافة هي من صميم عقيدتنا.. على هذه القاعدة نقوم بتقييم العادات السيئة التي نمارسها قبل الحديث عن الشبه بين السياسيين وشوارع بلدنا.

من عاداتنا السيئة أن كل ما لا نحتاجه نرميه في الشارع اذا كان معنا علاقي بلاستيك فاضي نرميه في الشارع .. قنينة ماء فاضية أو علبة دخان فاضية أو منديل ورق بعد ما نمسح به اخشامنا نرميه في الشارع ..بقايا القات والمأكولات من خضار أو فواكه, وغيرها نرميه ايضا في الشارع . المهم اي حاجه نستغني عنها.. مكانها الشارع.. هذه هي علاقتنا مع الشارع وعاداتنا في البيت لا تختلف كثيرا عن عاداتنا في الشارع . الفرق في الحمولة فقط. بعد نهاية كل وجبة نقوم بلف الفضلات الباقية من رز وعظام حيوان أو سمك في كيس ونرميها في الشارع , على الارصفه تنتظرها القطط والكلاب الضالة والذباب والفئران والجرذان تتكاثر حولها الجراثيم و الأوبئة. دون ان نسأل انفسنا مرة واحدة ليش نرمي فضلاتنا في الشارع هكذا؟ ليش الشارع تصبح مقلبة للزبالة عندنا ؟هل هذا الشارع ليس له علاقة بالمحيط الذي تعيش فيه الناس؟

الشارع هو الامتداد الطبيعي للمنازل وهو المكان الذي يلعب فيه الصغار ويلتقي فيه الكبار.. ونظافته لا تقل اهميه عن نظافة غرفة النوم. لهذا السبب السياسيون يشبهون اماكن طفولتهم . انهم يشبهون الشوارع التي ولدوا فيها, ويمارسون هواية رمي الزبالة في الشوارع كما كان اباؤهم يفعلون.

على قدر الدخل يكون كبر الزبالة وكل ما فتحها الله على السياسيين الذين تربوا في الشوارع المقلبة كلما كثرت اكوام الزبالة على الارصفة, و كثرت حولها القطط والكلاب الضاله . ان دخل السياسي هو الذي يحدد حجم زبالته وكلما كثرت امواله كبرت زبالته. كل سياسي يحتاج جيشا من الزبالين الذين يحملون زبالته من منزله الفخم ورميها في الشارع.

في الاوطان النظيفة ترى افراد الشرطة يمشون في الشوارع الانيقة على الاقدام أو على دراجات هوائيه (بايسكل) دون خوف ان تهاجمها الكلاب الضالة أو القطط المتوحشه .السبب ان سياسي الشوارع النظيفه لا يرمون زباله على الارصفة ,و الكلاب والقطط في الشوارع النظيفه لا يسمح لها بالخروج دون مرافق ,وعلموها ألسير بصحبة اسيادها فقط . السياسيون في البلدان النظيفه ولدوا في شوارع نظيفه , ولايحتاجون لحراس ومصفحات تحميهم . البلدان التي تعج شوارعها باكياس الزباله , وتغرق طرقها , وشوارعها بمياه الصرف الصحي , وتجبر مواطنيها على التنقل بين شوارعها وحاراتها على الاقدام حفاة , ومياه الصرف الصحي للركب يولد فيها سياسيون يشبهون شوارعها تماما.

كل وافد غريب يزور مدّنا ويتجول في شوارعها يأخذ انطباعا سيئا جدا عنا, لان شوارع المدن هي المرآة التي تعكس مدى نظافة وثقافة و تمدن وحضارة الشعوب التي تعيش فيها. اريد الدخول في تفاصيل اكثر عن نظرة الاجنبي الذي يزور بلادنا لكن نظرا لحساسية الموضوع يكفي ان نعرف ان السياسيين اليوم هم صوره طبق الاصل لشوارع بلادنا بلا منازع.

اكيد سيأتي يوم تكون عندنا شوارع نظيفة, بيئة نظيفة, ومياه نظيفة بشرط اولا ان تكون عندنا قلوب نظيفة. كل شئ ممكن ليش لا.. طريق الالف ميل يبدأ بخطوة. (مثل صيني).

كل عام وانتم والبلاد بخير.

زر الذهاب إلى الأعلى