[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

هادياً ورحمة ومبشراً ونذيراً .. وليس ملكاً ولا إقطاعيا

قال الله تع إلى مخاطباً رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).. لم يقل،سبحانه، أميراً ولا ملكاً ولا رئيساً بل قال رحمة بما جاء به من الهداية والنور المبين الذي يستوجب الإيمان المؤدي إلى رضى الله ورحمته.

وقال تع إلى (إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً )
وهنا تتجلى مهمة النبي صلى الله عليه وسلم شاهداً على تبليغ الدين ومبشراً برحمة الله ومعفرته ونذيراً للكفار المكذبين بالعذاب والنار إن لم يؤمنوا.

جاء محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لهدف أسمى وغاية أرقى وهي الدعوة إلى الله وتعبيد الخلق له وحده لا شريك له وترك الشرك وعبادة الأصنام والتخلي عن الجاهلية وعاداتها القبيحة وتمييزها البغيض بين الناس على حسب اللون والجنس والنسب وصدح بالنداء القرآني الخالد (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

والخطاب هنا لكل الناس لتذكيرهم بأصلهم الأول وهو أنهم من نسل رجل وامرأة هما أبونا آدم وأمنا حواء عليهما السلام ما يعني أنهم أمام الله سواء وأكرمهم هم الأتقياء فقط ولم يحدد لهم أسرة أو عشيرة أو نسب بل وصفهم بالتقوى. الاسلام دين الله وليس دين أحد سواه والحكم هو لله من خلال تحكيم شرعه ودينه ومن قام بذلك بحقه فهو الولي بعد إجماع الأمة وتراضيها.

فليستحِ البعض من أنفسهم , ليس بين الله وبين أحد أي وساطة أو قرابة غير علاقة العبد بالمعبود حتى يربط دينه بولاية فلان أو علان ولو كان إكمال الدين بولاية أحد كما يحب البعض تفسير بعض آيات القرآن فذلك يعني أن النبي ترك الدين غير مكتمل لأنه رحل وليس هناك ولي على الأمة بل كان من تمام الدين أن يوليه النبي الأمر وهو في حياته لتقر عينه بإكمال دين ربه.

الإسلام أوسع وأعظم من ذلك بكثير و الاسلام أمانة ورسالة ولو حاد النبي في تبليغها أو تقاعس أو حول وبدل لناله عقاب الله وغضبه كما قال تع إلى (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين).

الاسلام جاء لتحرير البشرية وليس لجعلها إقطاعية لفرد أو أسرة تتوارث حكمها جيلاً بعد جيل ولو كان الهدف من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم هو الملك والرئاسة وتوريثها للعائلة لقبل بعرض قريش عندما حاولوا إغراءه بجعله ملكاً عليهم وجعله أغناهم بل وسيزوجونه بمن أراد فقال قولته المدوية لعمه أبو طالب (يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر (يقصد الدعوة للإسلام ) ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه).

هذه هي غاية النبي صلى الله عليه وسلم ومبتغاه وهذه هي طريقته ومنهجه ومن يريد أن يحرفها وفقاً لهواه فأمره وحسابه على الله.

زر الذهاب إلى الأعلى