[esi views ttl="1"]

اليمن والبحث عن التوافق لا الافتراق

كأنّه لم ينقص اليمن سوى إذكاء الصراع المذهبي في شماله. هذا البلد، يمر الآن بأحرج الأوقات وأكثرها حساسية، فهو يعبر نحو المستقبل باحثاً عن توافق على دستور يؤسس لديمومة السلام، لا اختلاق حروب واحتراب ونزاع. فرغم ما يتردّد عن سيناريوهات لتقسيم اليمن إلاّ أنّ الإرادة والتوافق هما طوق النجاة لمن يحاول أن يدفع بسفينة البلاد إلى بحر الظلمات، بحر التشظي والافتراق.

ما تردّد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بذور فتنة في محافظة صعدة، فتنة مذهبية، فتنة قبلية، فتنة مناطقية، مرفوضٌ، بل تجب مواجهته بحزم.

وعليه، فالحكومة يجب أن تكون في قمة الانتباه لمن يحاول تعكير أجواء ما أفرزه الحوار الوطني من توافق، وإنْ كان بطيئاً وعلته الاعتراضات، إن كان البعض يراها عيباً ورغبة في التسويف إلاّ أن الوجه الآخر يعبّر عن حيوية في الحوار، وإعطاء فسحة من احترام لكل المواقف مهما تباينت، وتعارضت، وهذا هو هدف الحوار.

لذا فمن واجب الحكومة أن تتعامل بلا هوادة مع أي طرف يحاول فرض أجندة خاصة به على الآخرين، فما بالنا بمن يحاول تطبيق أجندة خارجية لا تريد الخير للمنطقة. ولا يمكن الوصول إلى هذه الغاية إلاّ ببسط الدولة هيمنتها على كل رقعة في اليمن وعدم إفساح الفرصة أمام البعض لخلق كانتونات قبلية، أو سياسية، أو مناطق لهذه القوة الإقليمية أو تلك.

مشكلة اليمن هي مشكلة العرب جميعاً في هذا الوقت العصيب، فغياب التنسيق الجدي وضياع مركز الفعل العربي المؤثر سمحا لبعض التدخلات الإقليمية أن تتسلل إلى جسد الأمة، وأن تعبث بمكوناتها خدمة لمصالحها الخاصة، بمعزل عن مصلحة أهل اليمن وغيره من الدول العربية التي تعاني من هذه التدخلات.

ولذلك فلابد من التيقظ لمثل هذه المخططات التي لا ينبغي عزلها عما يجري من عقد صفقات بين هذا الطرف أو ذاك، لأن أصحاب الصفقات لا يهمهم مستقبل وحاضر الدول العربية بقدر اهتمامه بأوراق تحسن موقعه على طاولة المفاوضات.

زر الذهاب إلى الأعلى