[esi views ttl="1"]
شعر وأدب

صرخة دماج (شعر)

قصيدة للشاعر محمد الريشاني عن دماج في شمال اليمن والتي تتعرض لإبادة من قبل جماعة الحوثيين:

يَا ويَحَ دماجَ الجريحةِ ويحَها .. وأَخُصُّ مِنها علمَها والدارا

مشكاةَ أنوارِ الحديثِ وحِصنَه .. أَعْظِمْ بها نُوراً يَلوحُ ودَارا

منها استقى اليمنُ السعيدُ وأهلُهُ .. نَهجَ الحديثِ وغَيثَه المِدرارا

مِن بعدِ ما كانَ الظلامُ مُخَيِّماً .. والجَهلُ يقتلُ والأنامُ أُسَارَى

كانَ التشيعُ سائداً مُستَحوِذاً .. وكفى بهذا للبلادِ دمَارا

اِستَعبَدُوا الأحرارَ وقتَئِذٍ ومَا .. تركُوا لإذلالِ الكرامِ مَسارا

جَعلوا الحُقوقَ لهم وأمّا غيرُهم .. لا عِلمَ لا تعليمَ لا استبصَارا

فلْتسألوا أجدادَكُم يَصِفُوا لكم .. تِلكَ العُهُودَ السُّودَ والأعصَارا

تَبّاً لهُ عهداً خَبا فيهِ الهُدى .. وَجَرتْ دِماءُ فُحُولِهِ أنهَارا

يَا زُمرةَ الإفسادِ لا لا تَأمُلُوا .. أن تَستعيدُوا ما مَضَى وانْهَارا

أنتُم بِشَعبٍ قد قَتلتُم نِصفَهُ .. وملأتموه مَآتِماً وَجُؤارا

لم تَرحَمُوا شَيخاً ولا طِفلاً ولا .. مِسكينةً يَبكُونَ ليلَ نَهارا

ولقدْ رأتْ دماجُ مِنكم قَسوةً .. أين الحِجارةُ ؟ فاقتِ الأحجَارا

فالشَّعبُ يطلُب ثأرَهُ وقصَاصَهُ .. لا بد منهُ فلنْ نُضِيْعَ الثّارا

ياَ أكذبَ الناسِ ادّعاءً فاخرَسُوا .. أنتم يهودٌ بينَنا ونصارى

أنتُم على أرضِ السعيدِ دسيسةٌ .. كنتُم بها عَيباً يُعَدُّ وعَارا

لا آلُ أحمدَ هَمُّكُم أو نهجُهُم .. بل آلُ أوباما فذوقُوا النارا

لا ترفعوا ذاكَ الشِّعارَ فقد غَدا .. يُبْكِي ويُضحِكُ من رآه شِعارا

سُقتم إلى الأعداءِ حَربَ كلامِكُم .. والقتلُ فينا وحدَنا كَرّارا

هذا العراقُ وذاكَ لُبنانٌ وذِي .. سُورِيَّةٌ كم تحملُ الأخبَارا

شهِدتْ جميعاً أنكُم لا مقَصَدٌ .. لَكُمُ سِوى أن تَخدِمُوا الكفارا

سْلهُمْ بِأرضِ الرافِدَينِ وَقُلْ لَهُم .. يَا رَهْطَ آلِ مُحمدَ الأنصارا

جَمَعَ الإلهُ المَالِكِيَّ وَجَيشَهُ .. مَعَ جَيشِ عُبّادِ الصّليبِ جِهَارا

يُمسُونَ بِالخَمرِ المُدامِ وَبِالخَنَا .. بِالعَاهِراتِ ويُصبِحُونَ سُكَارَى

فَتَوحّدَتْ أهدافُهُم وَتَوحّدتْ .. أعمَالُهمْ وَتَوحّدُوا أَسْرارا

يُحْيُونَ دِينَ وشَرعَ آلِ مُحَمدٍ .. يَكفِي .. كَفى بِعقُولِنا استِهتارا

مَا بينَهمْ بُغضٌ ولا فَرقٌ وَلا .. هُم مُحْدِثونَ مَع الصَّليبِ شِجَارا

فُضِحُوا وَرَبِّ العَرشِ شَرَّ فَضيحةٍ .. وَلَوَ انَّهمْ لَبِسُوا الجِبَالَ سِتارا

كَم طَالبُوا المُحتلَّ أن لا يَنْجلي .. ما أَوقحَ المُستعْلِجَ المَكَّارَا

وَالآنَ يَبكُونَ الفِرَاقَ عَليهِمُو .. وَيلاً لَكُمْ يَا جُندَهُمْ وَتَبارَا

قَسمَاً لَأنتُمْ هُمْ وَهُمْ أنتُم وَلَا .. أحَدٌ يَرَى فِينَا عَليهِ غُبَارا

يَا أهلَ دماجٍ تَصَدَّوْا واصْبِروا.. للمُعتدينَ وقَاتِلوا الفُجاّرا

فَلقد لَقِيتم شَرَّ قَومٍ سِيرةً .. وأخسَّهُم خُبثاً وَأعْظمَ عَارا

يَا كُلَّ أحرارِ السَّعيدةِ أَنقِذُوا .. إخوانَكمْ مِن ظَالمٍ قَد جَارا

مِن ذلكَ الوَحشِ الذي مَا قَريةٌ .. إلا وذاقتْ خُبثَه الجبّارا

يا بلْدةَ التوحيدِ هُبِّي إنهمْ .. أهلُ الأذى لا يَعرفونَ جِوَارا

واللهِ لو قَدرُوا لذُقتُم غَدرَهُم .. لا تَرتَضُوا جَاراً لكُم غدّارا

الغدرُ شيءٌ قد سرَى بدمائِهِمْ .. وَجَرى فلَيسَ على الزمانِ يُجارى

يا بلدةَ الحرمَينِ هُم أعداؤكُمْ .. قد أظهَروا البُرهانَ والإقرَارا

والكَيدُ يكبُرُ والمُنى غَرّارَةٌ .. والمُرُّ يَبدُو لِلعُيُونِ مِرَارا

هَذي وَصَاتِي لِلجَميعِ لِيأخُذُوا .. مِن لَدْغَةِ الأفعَى تُقَىً وَحِذَارا

زر الذهاب إلى الأعلى