[esi views ttl="1"]

كنت في دماج

ليست حربا بين طائفتين، وإنما اعتداء جماعة مسلحة على سكان آمنين في بيوتهم بعد فشل عملية الحصار عليهم لفترة طويلة.. هذا ما خلصت إليه من زيارتي لمنطقة دماج بمحافظة صعدة في ديسمبر 2011م وهذه شهادة سأحاسب عليها بين يدي الله. كنت أُسأل في السابق: من المخطئ؟ من المجرم؟ فكانت هذه اجابتي: https://www.facebook.com/hamdan.alaly/posts/2621541492150

قلنا عسى أن يفهم هؤلاء القوم بأن التعايش مع سكان هذه المدينة هو الحل الوحيد، لكن ما يحدث يوما بعد يوم يثبت بأن "حركة العبيد" تنوي فعلا إبادة أهالي هذه المنطقة.

وصلت دماج ووجدتها عبارة عن قاع محاط بالجبال من كل الجهات يعتليها المقاتلون التابعون للحركة الحوثية بمعداتهم وأسلحتهم الثقيلة المختلفة. وعندما دخلت القرية، وجدت أن أصحاب المنازل التي في بداية القرية قد حفروا الخنادق أمام منازلهم، وهذا مؤشر واضح يدل على أنهم يدافعون فقط عن أنفسهم ويصدون أي هجوم قادم من الخارج ضد منازلهم ومزارعهم. أغلب الرجال المسلحين كانوا يحملون بنادق قديمة مثل "الجرمل" و "الكنده". مقابل أسلحة الحوثيين الثقيلة والتي كانت تضرب المنازل من الجبال المحيطة.

عندما كنا نحاول الحديث مع أهالي هذه المنطقة خاصة الطلاب، كانوا يهربون منا لأننا كنا نحمل الكاميرات معنا والتصوير بالنسبة لهم محرم. ولهذا أخذنا شهادة أهالي المنطقة المدنيين وخاصة كبار السن.. كانت الخلاصة أن الحوثيين يقومون ب مضايقة الطلاب وأهالي دماج المحليين في نقاط التفتيش الموجودة على مداخل المنطقة خاصة في منطقة اسمها الخانق، واختطاف الأطفال، وتفتيش النساء، وقنص السكان بين الفترة والأخرى، والتحكم بعملية إدخال الغذاء.. ما زلت أتذكر ما قاله لي كهل يتكئ على عصاه في ذلك اليوم عندما رآني احاول مخاطبة شاب هروب من كاميرا التصوير.. قال: هؤلاء طلاب مساكين، جاءوا من أخر الدنيا يدرسوا بس، والحوثيين يشتوا يكسروا ناموسهم.. يشتوا يذلوهم ويمنعوا دراسة الحديث في صعدة. وفي قوله الخلاصة.

زر الذهاب إلى الأعلى