[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

دعوة للتجرد والنظر من الأعلى!‏

عندما قلنا إن المنطقة بأسرها تتعرض لعملية تقسيم ممنهج توطئة لإرغام الشعوب على ‏الوصول إلى حالة اللاعودة وانعدام الثقة بأي شعار أو تنظيم أو حزب أو جماعة تبعا لما رأوه ‏من تخاذل القيادات والأنظمة حتى أوصلوهم إلى حالة انعدام الأمن والغذاء المكونين الأساسيين ‏لثنائية الحضارة والتمدن من جهة وحياة العرق البشري من جهة أخرى . عندما قلنا ذلك ‏استهجنت آراؤنا واتهمنا بأننا حبيسو حس المؤامرة ونقدس الخرافات!!‏

ولكن هاهي الأيام تثبت أننا لم نكن واهمين أو كنا في شوق لنعيش خرافة من خرافات ‏الإغريق الرائعة.. لكن نهجهم المقيت بات يتضح يوما بعد يوم لمن كان بصيرا أو ألقى السمع ‏وهو شهيد...‏

حكومة موحدة للعالم أصبحت فكرة مثالية تتبادر لأذهان الكثيرين كضامن لاستمرارية ‏الجنس البشري على قمة السلسلة الغذائية والمحافظة على الحضارة التي تقدم على أنها أرقى ‏حضارة وصل إليها الإنسان منذ خلق الله الأرض .. وتفتيت الولاءات في الوطن الواحد - ‏والذي هو مجتزأ أيضا من جسد أكبر والذي بدوره مجتزأ من فكرة عظيمة وروحانية نقية - ‏يؤدي إلى سفك الدماء كما يحدث حاليا في كثير من بقاع الأرض وتعطش البشر لدماء بعضهم ‏لا يرويه شيء كما نرى من نداءات كل فريق المنادية بتمزيق الآخر وحين يبلغ السيل الزبى ‏لن يكون هناك أرقى من فكرة حكومة عالمية موحدة تحكم العالم وتعيد الأمن للناس ولتفعل ما ‏تشاء !!!‏

نحن يا سادة تخلينا عن خط دفاعنا الأخير والوحيد أمام هذا التحدي السافر للعقل البشري ‏حيث أن هذه الحرب تدار بوجه سافر عبر التحكم في العقول بايعازات خطيرة ورسائل إيحائية ‏كانت تدس في وسائل الإعلام لجعلها مع الوقت ثوابت في عقول البشر.. خط دفاعنا ذاك كان ‏وصل حبالنا مع الله التي أصبح الكثيرون يعتقدون وللأسف أننا حين نتحدث عنها ننافي ‏التحضر والمدنية ناسين أو متناسين أن رسولنا الكريم عليه وعلى آله الصلاة والتسليم أسس ‏ومن بعده أصحابه رضوان الله عليهم أرقى أنواع المدنية القائمة على الاتصال بالله والتجرد ‏من شهوات الملك والسلطة والتسلط مقدمين أروع المثل في إيثار الآخرين على أنفسهم وذويهم ‏‏...‏

حين نعي تماما ما نحن وما يجب أن نكون عليه ومن عدونا وما الذي يعده لنا حينها - ‏وحينها فقط - سنستطيع العيش على ظهر هذا الكوكب بسلام .‏

زر الذهاب إلى الأعلى