[esi views ttl="1"]
شعر وأدب

رثاء العقول

رَثَى الشُّعراءُ محبوبَاً تَوَفّى
وَقَالُوا فِيهِ بَاكِيةَ القصِيدِ

وَإني لَستُ أرثِي مِثلَ هَذَا
ولا أحَداً ثَوى قَعرَ اللُّحودِ

رِثائِي لِلعُقُولِ وَمَن أصِيبُوا
ببُعدِ الوَهمِ والحُمقِ الشَّديدِ

وَهَل غيرَ الإمَامِيينَ أعني؟
أَخَسِّ الخلقِ أشرَارِ العَبيدِ

أرَادوا أن يُعيدُونَا لِعصرٍ..
يُنَادَى فِيهِ يَا شَيخِي وَسِيدِي

دَعُوكُم مِن خُرافَاتٍ تَولَّت ....
فمَا مِن سَيدٍ أومِن مَّسودِ

وهَل أنتُم مِنَ الذَّهَبِ المُصَفَّى ..
وَغيرُكُمُ مِنَ التُّربِ الصَّعيدِ

زَعمتُم أنَّكُم خَيرُ البَرايَا ..
فكَانَ مُشَابهاً زَعمَ اليهُودِ

يَظُنُّ الكَلبُ أنَّ لَهُ عُلُوّاً ..
وفي أطرَافِهِ دُهمُ القُيُودِ

يَمينٌ لَو تَعجَّلتُم حِسابَاً
لمَا نِلتُم ولا حَقَّ الوُجودِ

فَيَا عَبداً لفِرسٍ أو لِرومٍ
وَيَا بَشَراً بِقلبٍ مِن حَديدِ

ويَا مَن يملأُ الدّنيا فَساداً
عَلى نَسقٍ مِن الجُرمِ الفَريدِ

تُلطِّخُ مِخلبَيكَ دَماً بَريئاً
وَتقتلُ كُلَّ مظلومٍ شَهيدِ

عَليكَ اللَّعنُ مَا لُعنت ثَمودٌ
لأنَّكَ وارثٌ طَغوَى ثَمودِ

عَلى ذِي الحالِ تَزعمُ فيِكَ خَيراً
مَعاذَ اللهِ يَا سَقَطَ العبَيدِ

إذَا كَفَّرتَ أهلَ الأرضِ هَذِي
إذا فَالحَقْهُ في أرضِ الُهُنودِ

عَدُوُّ اللهِ أنتُم لا سِواكُم
وأنتُم لِلّظَى أحلَى الوَقُودِ

زر الذهاب إلى الأعلى