[esi views ttl="1"]
شعر وأدب

تراتيلُ حُزن

أوَّاااهُُ
أوَّاااهُ
ما أقصرَ العمرَ
يُطوى -وإنْ طالَ-
كالحلمِ في صفحةِ
الذاكرةْ ..

كحلمٍ
مضتْ كلُّ أعوامِنا المتخماتِ
بمعنى الحياة ..

نظمنا روائعَها
بالمحبّةِ والعشقِ
عقدينِ من لؤلؤٍ
وبضعاً من الدُّرَرِ
الفاتناتْ ..

وكنَّا نؤمِّلُ
أنْ ننظمَ العُمرَ
عقداً فعقداً
ففاجأتِني بالرحيلِ
وخلَّفتِ قلبي لِسُودِ الليالي
بأحزانِهِ ينظمُ الباقياتْ ..

مليكةَ قلبي ..
شقيقةَ روحي ..
شريكةَ حلمي ..
رفيقةَ دربي ..
لماذا تعجَّلتِ قبلَ الرحيلِ الرحيلْ ؟!

ألم نتفقْ ذاتَ بوحٍ
بأنْ لا نغادِرَ للخُلدِ إلا معاً
بعدَ أنٍ يكبُرَ الزرعُ في رَوضِنا
وتثمرَ في جنَّتَينا النخيلْ ؟!

لماذا تركتِ العصافيرَ ظمأى ؟!
فمِن حينِ غادرتِ
لم تمطرِ السُّحبُ
غيرَ الدموعِ
وما قيمةُ الدمعِ للظامئينْ ؟!

لماذا نكثتِ بوعدٍ قطعتِ
وأنتِ بكلِّ الوعودِ الوفيَّة ؟!

لماذا تركتِ فؤادي وحيداً
وآثرتِ قبلَ الرحيلِ الرحيلْ ؟!

وأشعلتِ نارَ الأسى في فؤادي ..
وآثرتِ أنْ تتركيني بحزني
سراجاً منيراً
بِلَيلِ الأحِبَّةْ ..

دموعي وقوداً
وعمري فتيلاً
وما كنتُ يوماً
بروحي
بخيلْ ..

لماذا ؟..
لماذا ؟..
سؤالٌ
مريرٌ
كَمُرِّ
الفراقِ

وأعلمُ قبلَ السؤالِ الجوابَ
وأؤمنُ أنَّ الرحيلَ كتابٌ
وأنِّي بحكمِ الإلهِ
ارتضَيتْ ..

وأعلمُ أنَّ الإلهَ اصطفاكِ
وأنَّكِ أهلٌ لذاكَ النعيمْ ..

أحِبُّكِ حُبَّ الخلودِ وإنِّي
بِقُربِكِ أمسيتُ
راضٍ
حزينْ ..

سأحيا قوياً
لأجلِ الأحِبَّةِ
رغمَ الجراحِ
كما تعهدينْ ..

سأجعلُ مِن كلِّ ليلٍ صباحاً
وأزرعُ في كلِّ جرحٍ نخيلاً
وحقلاً من الوردِ
والياسمينْ ..

لهمْ ما تَبَقَّى مِنَ العُمرِ صفواً
وبَينِي بَينَكِ
ما تَعلَمِينْ ..

دعيني أبوحُ
عسى البوحُ يشفي
فؤادَ الحزينِ
وقلبَ
العليلْ ..

دعيني أبوحُ
ففي البوحِ أُنسٌ
يبدِّدُ صمتي
وليلي الطويلْ ..

دعيني أبُثُّكِ ما في فؤادي
فكلُّ الهواجسِ
أمسَيتِ أنتِ
وكلُّ المواويلِ
كلُّ الشجنْ ..

دعيني أُلَملِمُ أشلاءَ قلبي
وآتي على مركبٍ
مِن حنينْ ..

دعيني أُبَدِّدُ آهاتِ ليلي
وأركبُ بحرَ اشتياقي إليكِ
وأنفخُ في النايِ
لحني الحزينْ ..

دعيني أُلَملِمُ أشتاتَ فكري
وأنثُرُ حولكِ أياتِ فقدي
وأنعي إليكِ
احتضارَ الوطنْ ..

دعيني أحطُّ الرحالَ وأغفو
شهيداً
وأخلعُ ثوبَ الحَزَنْ ..

سلامٌ عليكِ
عشقتِ الحياةَ
حياةَ الخلودِ
فأيقظتِ روحَكِ
ثم ارتحلتِ
بشوقٍ
وودَّعتِ
وهمَ الحياة ..

***
ياسين عبدالعزيز
11/11/2013

زر الذهاب إلى الأعلى