يبدو أن مؤتمر الحوار كما توقع الكثير لم يكن موفقاً البتة فقد دخلوا يتحاورون واليمن موحد- وان كان به مشاكل التي دخلوا الحوار كما اخبرونا ليحلوها- ولكن كما يبدو ان الحل قد حدث للوحدة وكذلك حلوا شريعة الله عز وجل.
إن الحوار من بدايته لم يكن موفقاً أولاً: لاختيار اغلب المتحاورين دون تفويض شعبي ليعبروا عن إرادة الشعب اليمني المعتز بوحدته ودينه.
ثانياً: هذا الحوار تحت الوصاية الأجنبية نتيجة للفرقة وتعمق الخلاف بيننا وبالمقارنة فاليمن كان قبل الحوار يمناً واحداً بغض النظر عن القلاقل الناتجة عن ظلم مُورس وتفلت دولة أو غيابها في بعض المواقع ولكن بعد الحوار توصل المتحاورون إلى تجزئة اليمن إلى دويلات وان كذبوا علينا باسم وحدة فدرالية أو اتحادية ف"يمن" ما بعد الحوار سيكون أكثر تجزئة ويمن ما بعد الحوار أكثر عنصرية ومناطقية ويمن ما بعد الحوار ضعيف يبتز كل إقليم الآخر. ويمن ما بعد الحوار لن يمنع الانفصال لأنه لا يوجد حتى نص واحد سيجعل الدعوة للانفصال خيانة عظمى لنضمن أننا لن نذهب بعد هذا التشرذم إلى ما عملنا لمنع وقوعه وهو الانفصال وكنا قبل الحوار نرتكز على مبدأ دستوري وهو ان الشريعة مصدر جميع التشريعات وهذه مسألة تعبدية في حد ذاتها بغض النظر هل طبقت أم ﻻ، ولكن بعد الحوار ستكون الشريعة الإسلامية خاضعة لاجتهاد السلطة التشريعية..
تخيلوا من سيكون في السلطة التشريعية ليس الإمام احمد بن حنبل ولا الامام زيد بن علي ولا الشافعي ولا الإمام مالك ولا أبو حنيفة سيكون فيها من لا يعرف نواقض الوضوء ومن يحارب دين الله من أذناب الغرب وأصحاب الهوى، والغريب أن الاتفاقيات الدولية يأخذوها بكل علاتها وقاذوراتها ولا يقولون أنها تخضع لاجتهاد السلطة التشريعية, أما شرع الله فهو سيكون محل خضوع لهم..
على كل الأحوال لن يكون في السلطة التشريعية بمقاييس الديمقراطية مجتهد واحد يحق له الاجتهاد حسب القواعد المعتبرة, فكيف ستتحول هذه التشكيلة إلى مجتهدين في شرع الله ومن أعطاهم حق الاجتهاد في الإسلام.. إنها مهزلة بكل المقاييس لقد وعدنا من قبل الرئيس ورئيس الحكومة والأحزاب الكبيرة؛ أن الباب الأول من الدستور لن يُمس, فأين ذهبت وعودكم؟.
إننا اليوم اقتنعنا اذا كان إرضاء الانفصاليين سيكون على حساب ديننا ومزيد من تشرذم الوطن إلى دويلات, فالانفصال أرحم ولنعود إلى دولتين بدلاً من ست ولتعد الجمهورية العربية اليمنية بدستورها ووحدة مجتمعها والأخوة التي كانت سائدة فيه وليعد الأخوة في الجنوب إلى دولتهم وأنا متأكد انهم سيعودون إلى تكوين جسم الوطن الكبير لأنه أرحم من الفرقة ولهم في جنوب السودان عبرة وهكذا سنجد أن الانفصال أرحم من المتحاورين أو أقل ضرراً منهم.